اللهجة التونسية التي نتكلم بها هي خليط من الكلمات الأمازيغية والعربية وللاسف الكثير منا لا يعرف ذلك.. لقد ظل السكان الاصليون للبلاد التونسية يتكلمون الأمازيغية وهم مسلمون تحت حكم الولاة الأمويين ثم العباسيين ثم الأغالبة حتى بداية حكم الصنهاجيين ( وهم امازيغ) ..ولكن بعد خروج الأمير الصنهاجي المعز لدين الله الصنهاجي عن المذهب الشيعي تحت تاثير علماء المالكية بالقيروان قدم إعراب بني هلال وبني سليم ورياح وقبائل أخرى على افريقية بامر من الخليفة الفاطمي بالقاهرة لتأديب المعز وكان التدمير والخراب والنهب..ولكن ايضا كان الاندماج مع السكان الأمازيغ حيث تعلموا العربية ولكن اختلطت مع اللغة الأمازيغية بحيث والى اليوم توجد عشرات الكلمات الأمازيغية مندمجة في استعمالها اليومي مع الكلمات العربية.. لذلك يصعب في ظل هذا الوضع الاعتراف باللغة الامازيغية بينما يمثل الامازيغ أقلية ضئيلة جدا بتونس لا تكاد تذكر..وبالتالي نحن نتكلمها جميعا بدون أن نعي ذلك.. ولكن هناك نقطة تاريخية مهمة لا بد من توضيحها وهي انه بعد رحيل المعز الفاطمي إلى مصر ومعه200 ألف أمازيغي من قبيلة (كتامة )بالخصوص فقد ولى قبيلة ( صنهاجة) على افريقية من خلال سيد القبيلة والقائد العسكري في الجيش الفاطمي ( بلكين بن زيري بن مناد) ثم جاء ابنه باديس ثم ابنه المعز ثم ابنه تميم الذي كان أدبيا وشاعرا( وله ديوان مطبوع) .ولعه جاء الحسن حتى سقوط الدولة واستيلاء الموحدين بالمغرب على تونس…كل هؤلاء الأمراء لم يسمعوا إلى اعتماد اللغة الامازيغية بصفة رسمية بل اتقنوا اللغة العربية وبرعوا فيها وكانوا ادباء وشعراء . ولعل السبب هو انهم احترموا العربية لأنها لغة القرآن… ولا بد لنا ان نذكر بانه السبب نفسه الذي جعل الأتراك لما احتلوا تونس لأكثر من اربعة قرون عدم نشر اللغة التركية واعتمدت اللغة العربية واحترموها وتعلموها..***/ جعفر محمود الاكحل***/