كل تشابه في الاسماء او الاحداث هو من محظ الخيال كانت الجامعة تغلي كالمرجل.. وكل التيارات السياسية متواجدة.. وكل تيار يريد ان يفرض نفسه وتكون له الكلمة العليا.. لم تكن الجامعة في معزل عما يجري خارج اسوارها..فبالبلاد كانت تعيش وضعا صعبا نتيجة تازم الاوضاع السياسية.. وانسداد الافاق.. كان سامح القادم من اعماق مدينة في الجنوب التونسي حديث الالتحاق بالجامعة.. بعد ان نجخ بتفوق في امتحان شهادة الباكلوريا ..وتم توجيهه الى كلية الحقوق لطالما حلم والده بان يرى في حياته ابنه سامح وقد تخرج محاميا او قاضيا.. كان في مجالسه يتحدث عن تفوق ابنه سامح ا في الدراسة واعجاب اساتذته به الى حد كان يزعج من يستمعون اليه فهويبالغ كثيرا في الحديث عن ابنه كان سامح طالبا جديدا في كلية الحقوق وكان سعيدا بتوجيهه الى هذه الكلية ليحقق حلم والده وايضا حلمه الشخصي. فقد كان في دراسته الثانوية يحلم بان يكون قاضيا او محاميا او صحفيا ولكنه كان يغلب رغبته في ان يكون محاميا بعد التخرج من الجامعة على رغباته الاخرى يذكر ان استاذ الفلسفة كان كثيرا ما امتدح كتاباته وكان يقول له انك تملك موهبة قل وجودها بين اقرانك في التحليل والكتابة بالعربية الصحيحة وعدم تعويم الموضوع الذي تكتبه في الجامعة وجد سامح نفسه غريبا نوعا ما على اجواء الجامعة خاصة بعد مضي فترة على التحاقه بكلية الحقوق التي كانت تضم خيرة ابناء المجتمع وكان يحسد نفسه على وجوده بين هؤلاء الذين كان بعضهم ياتي الى الكلية بسيارته الخاصة. اكيد ان هؤلاء ينحدرون من عائلات ميسورة وثرية والا ما ملك الواحد منهم وهو مازال طالبا سياته الخاصة مع ماكان يظهر عليهم من علامات البسر مثل تدخين السجائر الفاخرة واللباس الانيق بينما هو كان يعيش على المنحة الجامعية .. وبعد مضي مدة بدا سامح هذا الفتى الخجول يتخلص من خجله خاصة بعد ان تعرف على زميلته ايمان التي تحاول ادماجه في الاوساط الجامعية وازدادت اعجابا به لما استمعت اليه لاول مره بينما كانا لوحديهما في مفهى الكلية يقرا عليها بعض قصائده. قالت له ايمان * انت شاعر اذن . قال لها في استيحاء لا ..لا هي مجرد محاولات بداتها عندما كنت في المعهد وكنت انشر بعض هذه القصائد في المجلة الحائطية اقتربت ايمان منه كثيرا ثم طبعت على خده قبلة.فاجات سامح كاد سامح ان ينهار .فلم يكن ينتظر من ايمان الطالبة التب تبدو عليها علامة الثراء من خلال لباسها الانيق وسيارتها الخاصة الصغيرة ذات اللون الاحمر ان تطبع على خده تلك القبلة الساخنة وان تبدي اعجابها بشعره. بقى مسمرا في مكانه وايمان تنظر اليه وقد انفحت شفتاها على ابتسامة لم بر اجمل منها في حياته ثم اخذته من يده لتنقذه من ذهوله وسارا معا الى حيث ركنت سيارتها وقالت له – اصعد اصعد؟ نعم اركب… مالك متوترا ..ساخذك الى حيث تتخلص من ارتباكك ما انجلس سامح على الكرسي حتى ادارات ايمان المفتاح وانطلقت بهما سيارتها..ثم امتدت يدها الى مسجل السيارة ووضعت شريطا خرج منه صوت يحبه كثيرا سامح ولطالما استمع اليه في خلواته في بيتهم انه صوت الشيخ امام يتغنى باشعار احمد فؤاد نجم – يا الله وبدون استئذان ..شرع يردد مع الشيخ امام اغانيه في انتشاء غريب وقال لصديقته ايمان انت ايضا من عشاق الشيخ امام واحمد فؤاد نجم اومات براسها ضاحكة وواصلت قيادة سيارتها التي كانت اشبه بغزالة شاردة في الصحراء….. ————————- يتبع غدا الجزء السادس رواية في حلقات يكتبها محمود حرشاني