في اليوم العالمي للاذاعة .. انا والاذاعة بقلم الكاتب والصحفي محمود حرشاني عشقت الاذاعة منذ صغري سني.. كان الرادبو هو صديقي.. كبرت علىاصوات كبار المذيعين ومقدمي البرامج في تونس والعالم العربي والاذاعات الاجنبية باللغة العربية.. لا يزال في اذني صدى اصوات كبار قراء الاخبارعبد الحق شريط ومحمد المحرزي ومحمد قاسم المسدي واحمد العموري وحامد الدبابي وعبد العزيز الرياحي واصوات نسائية اليفة مثل صوت مفيدة الزهاق ومليكة بن خامسة والسيدة المحرزيواصوات بوراوي بن عبد العزيز والبشير رجب وصالح جغام وعادل يوسف كروان الاذاعة ومحمود صابر ومحمد الحبيب حريز والهادي الغالي..والطاهر مبارك. ومحمد الحبيب حريز .اصوات كان لها وقع السحر في نفوسنا ونحن نستمع اليها تقدم الاخبار او تقدم البرامج وتقرا الاحاديث الصباحية فتهتز النفس طربا وشوقا..اصوات بلغ عشقنا لها ان كنا نقلدها في قراءة النصوص في القسم ونحول نص القراءة الى نشرة اخبار.. اه يا زمن اه.. كم كانت تشدنا الاذاعة ببرامجها وتفعل فينا فعل السحر.. كانت الاذاعة هي المدرسة والجامعة المفتوحة للجميع.. راسلت العديد من برامجها.. وزعردت والدتي لما سمعت لاول مرة اسمي في الاذاعة في برنامج صور من الحياة لبوراوي بن عبد العزيز..كنت لا ازال صغيرا..برامج لا ازال احتفظ بعناوينها الى اليوم في ذاكرتي على غرار سمار اليالي ويسالونك عن تونس ومدينة في بلادي وصور من الحياة وهواة الادب ويوم في ولاية وحديث اليوم ووما تسمعه اليوم تقراه غدا ومسرح الاذاعة..من منا لم يعجب بصوت الراحل عمر خلفة في المسرحيات التي كانت تقدمها الاذاعة مساء كل يوم جمعة باللغة الفصحى والتمثيليات التي كانت تقدمها بالدارجة كل يوم ثلاثاء فتتحلق العائلة بكامل افرادها لمتابعة التمثيلية.. اه يا زمن اه اصوات عربية اخرى عاشت في ذاكرتي كنت استمع اليها في الاذاعات الاجنبية والعربية صلاح نيازي والطيب صالح وسامي حداد في اذاعة هنا لندن وفاروق شوشه في صوت العرب وبرنامج لغتنا العربية.. وبرامج مثل قول على قول لحسن الكرمي ..و صوت عيسى خليل صباغ المذيع الفلسطيني الذي احببته.. وتمنيت ان اكون مثله في قدرته على البلاغة وما كان يتمتع به من قصاحة..حتى ان احد الزملاء شبهني به في احدى الحصص الاذاعية باذاعة المنستير ولم يكن يعلم ابدا انني متاثر به ومقارنتي به شرف لا ادعيه وتهمة لا انكرها..كان هذا الحب هو مدخلي الى الاذاعة .. وانتاجي وتقديمي لعشرات البرامج الاذاعية بالاذاعة الوطنية وبالاذاعات الجهوية وخصوصا اذاعة صفاقس حبيتي الاولى التي احتضنتني وانتجب بها اجمل برامجي الاذاعية ..قول على قول .. شارع الصحافة .. تحت السور .. نزهة في صحافة الماضي .. رسائل الخالدين..جوائز ادبية ..كما انتجت بها الاحاديث السياسية . وفي اذاعة المنستير وقفصة التي كنت من جيلها المؤسس وانتجت بها عشرات البرامج .. واذاعة الكرامة بسيدي بوزيد.. ويعودالفضل الى الاذاعة في ما اصبحت امتلكه من قدرة على الكتابة الصحيحة وفي توسيع دائرة معارفي ومطالعتي لعشرات الكتب انا من جيل لم يستسهل العمل الاذاعي.. وكل برامجي كانت مكتوبة باللغة العربية الفصحى وبعض محتويات هذه البرامج تحول الى كتب مثل مادة برنامج جوائز ادبية ومادة برنامج قول على قول ومادة برنامج نزهة في صحافة الماضي قصة عشق مع الاذاعة بدات ولم تنته بعد ولن تنتهي… الدكتور محمود حرشاني 14//02//2019 في استوديو اذاعة تونس الثقافية مع الزميلة ليلى بوعجيلة
