لقد دأبت على الكتابة في مجلة مرآة الوسط مذ كنت طالبا شابا في كلية العلوم بصفاقس . و كانت بدايتي عند التعرف على مؤسس المجلة الدكتور محمود الحرشاني من خلال المشاركة بمقال عن " العرب و العولمة " و نلت به شهادة تقدير أيام كان محمد الغرياني واليا على سيدي بوزيد و أخ كاتب الدولة للأمن الوطني محمد علي القنزوعي معتمدا بها. كان من بين ضيوف المهرجان الأدبي لمرآة الوسط عدة شخصيات ثقافية و أدبية مرموقة من بينها الأستاذ الشاعر سوف عبيد و الأستاذ الكاتب و محرر ملحق جريدة الحرية لسان حال حزب التجمع الدستوري الديمقراطي أبو زيان السعدي. كانت الأيام جميلة و أجواء التنافس شييفة للغاية و فرصة للتعارف و التقارب بين أبناء المناطق الداخلية و كافة ربوع الوطن العزيز. و تكررت مشاركاتي في ذلك المهرجان العريق في أكثر من مناسبة إيمانا مني بأهمية العمل الثقافي و دور الصحافة المكتوبة في تنوير الرأي العام و كونها " رافدا من روافد التنمية " و هنا لا تعارض مع كلام و مواقف رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد من العناية و الإحاطة التي يوليهما لدار الصباح و سنيب لابراس و عزمه إدماجهما حتى تنهض هاتان المؤسسات العريقتان من جديد كونها بحسب تعبيره " تمثلين جزءا من تاريخ تونس ". إذ لا بد من المحافظة على جائزة الهادي العبيدي في الصحافة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة من كل عام. و مما أتذكره خلال مشاركاتي في بعض ملتقيات المجلة الشهرية الجوية ذات الإشعاع الوطني و العربي في جانبها الأدبي و الفني ما قاله ذات مرة المذيع المعروف بالإذاعة الوطنية الحبيب جغام :" من أن الثقافة لا تضمن مستقبلا للشباب ! " و هو كلام أثار اشمئزازي وقتها و رفضت أن أسلم عليه لأنني إعتبرت حديثه مثبطا للعوائل و أنا لا زلت شابا طموحا و في بداية الطريق. و عن مشاركة أخرى كانت بنزل الحرشاني، حيث حضرها كاتب الدولة للشباب ة الرياضة كمال الحاج ساسي أكد فيها أن الثقافة هي غذاء الروح الحقيقي بحسب ما فهمت في رد منه على المندوب الجهوي للثقافة حينذاك. أما عن آخر مشاركة لي بالمهرجان فقد كانت سنة 2009، و كانت نبوءة من الحزب بمستقبل البلاد سياسيا و إعلاميا و كانت له قراءته الخاصة لأوضاع و كانت من سيدي بوزيد أين أحرق البوعزيزي نفسه. في نهاية المطاف، القارئ ينتظر عودة مجلة كمجلة مرآة الوسط .