الصحافة ..مهنة المتاعب ..صاحبة الجلالة ..السلطة الرابعة في البلاد ..كلّها أسماء للون واحد من الكتابة والإرشاد والتوعية والتبصير بالصورة والقلم معا ..والكتابة الصحفية ليست مهنة مريحة على الإطلاق ...فالذين يمارسون هذه المهنة وحدهم يعرفون معنى ذلك ..ومن اختار الكتابة فقذ اختار ان يجلس على مقعد غير مريح على الإطلاق واختار ان يكون كالشمعة وسط ظلاك مخيف ...والكاتب محمود الحرشاني واحد من الذين اختاروا منذ البدء الإنحياز للحرف المتوهّج... هذا الحرف الذي اكتوى بلهيبه في سنوات الجمر وازداد سعيره مؤخرا فأطلقها صرخة مدوية على صفخات الموقع الإجتماعي " فايسبوك " حين تساءل عن أسباب التحامل على الإعلام الجهوي ؟ وحتى نعطي الرجل حقه لابأس في الابدء من التنذكير بهذا الكاتب والصحفي المثقف الذي اصدر احدى عشر كتابا وقدّم العشرات من البرامج ا بكل من الإذاعات الجهوية بصفاقس وقفصة والمنستير وقام بالعديد من التحقيقات التلفزية المصورة باللغتين العربية والفرنسية وأصدر مجلته الخاصة " مرآة الوسط " بسيدي بوزيد والتي استمرت لمدة 30 سنة دون انقطاع حتى ان الشمس تغيب أحيانا ولكن " مرآة الوسط " لاتغيب أبدا لتطلّ على جمهور قراءها مع اطلالة كلّ شهر بدعم مادّي كبير من صاحبها الذي اعطاها الكثير من عرقه وقلبه ومصروف عائلته وهو الذي يمارس عمله الأن في الصحافة الإلكترونية ....هذا البعض من فيض تجربة الصحفي محمود الحرشاني الإعلامي فكيف نجحد تجربته الثرية وهو الذي يتطلع لتغيير جذري في سياسة اعلام لايقبل الإقصاء للكفاءات المتبعة اليوم من قبل البعض من الإذاعات والتلفزات الرسمية والخاصة فقط هو يريد ارساء اعلام هادف ونزيه تعطى من خلاله الكلمة لكل الناس حتى لا نغلق الباب امام كفاءات الجهات الداخلية وتحديدا مديري الصحف الجهوية التي اندثرت على غرار كل من القنال ببنزرت وحضرموت بسوسة والميثاق بالمنستير وصبرة بالقيروان باستثناء البعض من الذين مازالوا يصارعون من أجل البقاء مثال ذلك مرآة الوسط بسيدي بوزيد والجزيرة بجربة وشمس الجنوب بصفاقس... وفي هذا السياق يؤكد الكاتب محمود الحرشاني على ان مديري الصحف الجهوية لم يتلقوا اعلانات جديدة للنشر في مجلاتهم والحال ان الإعلان يشكل موردا هاما وضروريا لتعيش منه الجريدة في ظل وجود قانون يسمح للدولة باسناذ منح للصحافة الجهوية مادامت هي الأخرى تدعم الإعلام الجهوي هذا وقد حجبت المنحة المخصصة لسنة 2011 وذلك لأسباب غير معروفة تأثر بسببها قطاع الصحافة الجهوية فأصبحت بالتالي مرتهنة بديون لفائدة المطابع ...لذلك فان الأمل اليوم معقود على الحكومة الجديدة لتبادر بحلّ هذا الإشكال وذلك باسناد وصرف منحة الدولة المخصصة للصحافة الجهوية بعنوان سنة 2011 مع امكانية اصدار تعليمات ومنشور الى الإدارات الجهوية والمركزية حتى تحضى الصحافة الجهوية بالإشهار العمومي ولاتبقى مرتبطة بشكل علاقات شخصية وهي الأساس لدعم الديمقراطية المحلية واذا أردنا الحراك السياسي بالجهات فلن يكون ذلك سوى بمزيد دعم الصحافة الجهوية ومن بينها مجلة " مرآة الوسط " بسيدي بوزيد التي انجز حولها أكثر من بحث جامعي واطروحات حول تجرتها الإعلامية الرائدة والتي ربما سوف تتوقف عن الصدور لأسباب مادّية بحتة حيث أفرغ صاحبها كل مدخراته من أجل ديمومتها وفي انتظار ذلك فقد وجد البديل في الصحافة الإلكترونية من خلال اصدار جريدة " الزمن التونسي " وهو الذي يامل أن يخرج قريبا من هذه الأزمة في الوقت الذي وقع فيه امضاء الربيع العربي والحكومة لاتحرّك ساكنا لتقديم العون للمطلوب للصحافة الوطنية ؟؟ا صالح السباعي / نادي الصحافة حاجب العيون