ننهض على صوت العصافير في أعشاش الطموح.تشرق قلوبنا بابتسامة عذبة و تزقزق أحلامنا و يصهل التحدي في أعماقنا و يرقص إبداعنا على حلبة الواقع في حركات متناسقة مع مقطوعة موسيقية تحمل عنوان "التحدي و المسؤولية". تكسو صفحة وجهك حيرة.. و بقراءتك لهذه الكلمات، يحتشد لديك كمّ من التساؤلات و بريق عينيك يشع لهفة للحصول على إجابات...سنزيح الغموض و نرفع الستار، إذا كنت ترغب في الاستفسار حول׃ من نحن؟ ماذا نريد أن نكون؟ و كيف نرى السبيل لتحقيق ذلك؟ نحن الشباب..شباب تونس التي منحتنا كل شيء و أهم شيء، ألا وهو الثقة. نحن أبناء أُم سهرت على راحتنا و أرضعتنا الصدق و العطاء و غمرتنا بالعناية و الحنان، و إن حاول البعض تزييف قيم الأمن و الأمان. نحن أبناء بلد يقدس قيمة الإنسان، يسعى للسلام و يمقت الحروب و الهوان. نحن شباب علّمنا الوطن أبجدية الطموح و أذاقنا حلاوة النجاح و التقدم المغموس بالاجتهاد و البذل. نحن الشباب و الحروف المكونة لإسمنا تشي بمعدننا و ترسم معالم شخصيتنا. شباب تونس كلمة منحوتة على صدر التاريخ بأزميل التميز و الإبداع. شباب..كلمة بسيطة على أن نجمها سطع في تونس و أثار اهتمام بقية البلدان و أصبح يشار إليه بالبنان بعد أن تألق و استحق عن جدارة كلمات الإعجاب و نظرات الاستحسان. شباب...كلمة مكونة من أربعة حروف، يحق لنا بها الافتخار و كيف لا و نحن نتجذر في تربة تونس الخصبة و تعلو هامتنا متحدية عواصف الإنكسار..و جاءت الثورة لنلفظ حصيلة سنوات من الكبت و الظلم و لينعتق الفكر من أقسى حصار.. و استرجعنا بستاننا المسلوب و أنقذناه من صحراء الكذب لنغرس فيه صمود و كرامة الأشجار ليكون لها التقدم و التنافس الشريف و روح البحث و الأفكار النيرة أجود الثمار. من نحن؟..نحن شعاع نور يزيد ضياؤه يوما بعد يوم، متشوق لإكتساب المعارف و التفتح على كل ماهو جديد ليتأثر به و يؤثر فيه. نحن شذى رفض و تمرد و ثورة، تفتق زهرها ليصل صيت أريجها و يملأ العالم و ليغدو قدوة يُحتذى بها و ليرسم على صفحة قدر الشعوب المعالم لدرب الغد الحالم. ماذا نريد أن نكون؟ أدباء و مفكرين. علماء و مهندسين. أطباء و مخترعين.عمال و فلاحين..نريد أن نكون رُوادا في جميع المجالات. نريد أن نكون بلسما لينعم شعبنا بالراحة و السكينة. نريد أن نكون بشرى تحمل في طياتها كل جديد في جميع الميادين و على جميع الأصعدة. نريد أن نكون بسمة يشرق بها وجه تونس الحسناء لتُشع بين البلدان و الحضارات الأخرى. نريد أن نكون بدرا ليطرد ظلام العراقيل و المصاعب و ينير الدرب للارتقاء ببلدنا إلى أعلى المراتب التي يستحقها. غايتنا واضحة و تحقيقها ليس بحاجة إلى وصفة سحرية أو تعويذة و إنما يكمن في ثلاث كلمات ألا وهي׃ الطموح و التحدي و الإبداع. أن نطمح بلا حدود، يعني أن نعمل بجهد اكبر و برؤى و أحلام أوسع و أمال تستند على الواقع و ترفرف أجنحتها شوقا إلى مستقبل أكثر إشراقا و تقدما. ما معنى أن نعيش إذا لم تكن هناك صعوبات؟ ما معنى أن ننجح إذا لم نسقط و نتوجع و نتخبط و نبحث عن حلول لكي لا نبقى أرضا و لكي لا يكون وجودنا على وجه البسيطة عَرَضًا؟..كلما كَبُر الحلم، لزمنا "احتياطي" تحدي أكبر و لن تنجح فئران اليأس و الاستسلام في قرض حبال طاقاتنا لتوقعنا في جب الهزيمة، فنحن شباب بارّون بأمنا تونس و من أجلها لن نستسلم أبدا و سنظل كما أرادتنا وساما على صدرها تفتخر به و بقدراته في كل المحافل الدولية. أن نفكر و نبحث و نعمل و نحاول و نعيد المحاولة فذلك جيد، و لكن نحن الشباب علينا أن نكون مبدعين مهما كان الشيء الذي نطمح إليه و مهما كان المأرب و الهدف. نحن شباب تونس، رؤانا واضحة ترفض الضباب. نستقل الإبداع سفينة تمخر العباب. أفكارنا ما كانت يوما سجينة. نبحث عن الأفضل، نستنبط، نستعين بالعزيمة و الخيال و نتجاوز العقبات بالإصرار و العمل. إذا كنت تبحث عن إجابة السؤال׃ من نحن و ماذا نريد أن نكون و كيف ذلك؟..فخلاصة هذا المقال أننا شباب يطمح للعلا و لا يعترف بالمستحيل و يقهر المحال. نريد أن نطرز التاريخ بالمشرف من الأعمال. نريد أن نكون زعماء في ثورة الاتصال. لن نتخلى عن الأحلام و سيسيل الحبر طوعا لنا شعرا و أدبا و نقدا و معادلات رياضية و قواعد علمية و علاجات للأمراض المستعصية و الأسقام..و الحرب بيننا و بين المصاعب و العراقيل ستبقى سجال. بقلم رجاء عمار طالبة مرحلة ثالثة بمعهد الصحاقة وعلوم الاخبار