هل كنت لي؟ هل أن حبك في الزمان خطيئتي؟ قد اخبر التاريخ انك كنت لي و أصوات المآذن أنني ضيعت فيك ملامحي تروي قبائلنا القديمة كلها أن الطريق إليك يشرب من دمي و يخيط لي الأكفان فوق أصابعي أني سابقي على حدودك كالغريب على رصيف.. " وكنت لي " الريح تشهد و السماء بأنني صليت فيك نوافلي و حملت حبك في دمي و سقيت أرضك من مياه مدامعي أنت الهوية كيف يمكن أن أكون بدونك "و كنت لي" و مزارع الزيتون كانت موطني فلتسالي التاريخ يخبر أنني ابني على وجه الحضارة مسكني و تلين عربدة الخيول على يدي و اليوم اخرج من حدودك مرغما خلفي السراب و فوق كفي خيمتي ماذا سأكتب في هويتي اخبري؟ أني الغريب و أنني رسم الحدود على الخرائط مهنتي أني أجوع و لا أفكر في الرجوع ماذا سأكتب في هويتي اخبري؟ إن اطردوني و شردوني و حرجوا عني الكلام حتى الشوارع أغلقت و بريد منزلها سراب حتى المدارس و الجوامع و القباب النار ما تركت طريقا واحدا سقطت معالمنا ركاما في ركام هذا المساء أخيط أشرعة اليباب سأعود رغم مخاوفي أن لا أموت كما يموت الأقوياء فالموت من اجل البقاء هو البقاء سأعود للأرض الحزينة و الديار لأعيد فتح مدائني لأعيد لون ملامحي لأعيد صوت مآذني لأساءل الليل الحزين و ادمعي " هل كنت لي؟" هل اعني شيئا للزمان بدونك؟ منى الرزقي صفاقس في 01-03-2006 الإهداء: إلى الأرض التي متنا على أعتابها لكي نستمر في الحياة