بقلم الأستاذ بولبابه سالم محسن مرزوق في موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، كان يمكن الا تثير هذه المقابلة اي لغط لو كان المبعوث التونسي مستشارا لدى رئاسة الجمهورية لكن السيد محسن مرزوق استقال من هذا المنصب و اصبح أمينا عاما انداء تونس ، و بالتالي ألا يعتبر ذلك تداخلا بين الحزب و الدولة ، و هي تهمة اطالما استعملها خصوم الترويكا في السابق و خصوصا قيادات النداء . و لماذا يتم تغييب الطيب البكوش عن كل هذه المهمات وهو المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية ؟ غاب البكوش عن زيارة الولاياتالمتحدة كما غاب عن قمة السبع الكبار في المانيا و عوضه محسن مرزوق . هنا يصبح ما طرحه البعض مشروعا ، فهل البكوش هو وزير الخارجية في الداخل و محسن مرزوق هو وزير الخارجية في الخارج ؟ أين الذين صدعوا رؤوسنا سابقا بالحديث عن تداخل الحزب و الدولة ؟ ام يتبعون شعار "حلال علينا حرام عليكم " ، هل جاءتهم الاوامر فبلعوا ألسنتهم و صاموا عن الكلام المباح ؟ لماذا يصمت الاعلام عن تناول هذه الرعونة في ملف علاقات تونس الخارجية و هذا التداخل بين الحزب و الدولة وهو امر لطالما ساهم في سقوط الانظمة الدكتاتورية ؟ إننا امام مشهد اعلامي مقزز فاقد لكل مصداقية بل هو الاعلام القديم الذي خدم النظام البائد وهو يخدم اليوم النظام الحالي ، اعلاميون يرفضون الحرية و تستهويهم العبودية و هزان القفة . يحق لنا أن نتساءل ، ماهي مبررات وجود الطيب البكوش على رأس وزارة الخارجية بعد كل تلك المصائب الديبلوماسية التي ارتكبها و التي لم تحدث منذ الاستقلال حتى انه لم يحافظ على الارث البورقيبي في العلاقة مع دول الجوار فقد كان بورقيبة حريصا على عدم التدخل في شؤونهم مع الحفاظ على حسن الجوار . يبدو أن الابقاء على البكوش على رأس وزارة الخارحية يخضع لحسابات داخلية داخل نداء تونس باعتباره يمثل التيار النقابي اليساري و الهائه بمطبات الوزارة هو لكبح طموحاته داخل النداء بعد أن فسح المجال لمحسن مرزوق لتولي الامانة العامة . لكن يبقى السؤال الرئيسي ، أين الذين صدعوا رؤوسنا بالتحذير من خطورة تداخل الحزب و الدولة ؟ و لماذا بلعوا ألسنتهم ؟ لن نصدقكم ابدا .... ؟