أبو مازن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ، رواه الإمام مسلم .هذا الحديث حثّ المسلم على التقرب الى الهن في هذا الشهر الفضيل فيعالج نفسه الأمارة بالسوء بالعبادات وأعمال الطاعة مادامت الشياطين مصفدة ومقيدة فلا ايعاز ولا وسوسة. ولكن نخبتنا الفنية "الثورية" أرغمت التونسيين على مقارعة المفاسد وخدش الحياء ونشر ما شذ من عاهات مجتمعية. الدراما المخصصة لرمضان: القصة غائبة وان حضرت فهي تنحصر في واقع متعفن متحلل من كل شيم وأخلاق أهل البلد الطيبين. الممثلون يعرفهم القاصي والداني ويعرف خصوصياتهم و"قعداتهم" المريبة بفضل الفايس بوك: جلسات خمرية و رقص و زمر و فساد أخلاقي. التوقيت: في أفضل أشهر السنة أين يسنّ التقرب الى الله بعد يوم حر صامه التونسي واحتسبه عند ربه. أنتجت مسلسلاتنا الرمضانية على ركيزة متفردة ألا وهي تنصل المجتمع من قيمه السمحاء و من الحياء، ففيها يشاهد المرء ما يربكه أمام أبنائه وخلانه وأبويه فيبحث عن الرموت كنترول لينقذ الموقف. قد يتعانق الاثنان في أي لحظة ويتبادلان القبلات و توضع الأيادي في مواضع حرجة و ينطلق خيال المشاهد الى بعيد فذلك هو البغية والهدف ويرتفع آذان العشاء والتراويح فيتضجر من شدّه المسلسل المشؤوم و حاول النفس الأمارة بالسوء، التي تقوم مقام ابليس المصفد في هذا الشهر، فتمنيه و تعده ان لا ضير ان تأخر. نخبة الفنون والثقافة لا ترومها اختلاجات الهوية، الا من رحم ربي، بل منغمسة في التفرنس و التصهين الى أبعد الحدود. كلامهم يوحي اليك أننا نصنع أفلاما وأعمالا درامية عظيمة تنال الجوائز العالمية و حقيقة الأمر أنها لا تستهلك الا محليا و تبقى مقزمة امام عمالقة الانتاج الفني المصري والتركي و السوري والايراني والهندي وغيرها من الدول التي اتخذت هذا الانتاج صناعة ونجحت فيه أيما نجاح. هي مليارات تصرف لنتعرف على شواذ الواقع المرّ فينغمس فيه الجميع، لو صرفت مباشرة للأخذ بيد هؤلاء و الاحاطة بهم تربويا و طبيا ونفسيا واجتماعيا لكان أفضل عند الله وعند عباده. قال الله تعالى : إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون.