أبو مازن جرّة قلم تُعيّن وجرّة قلم تعزل، تلك هي الأيام يداولها رب العزة بين عباده فمفتي الأمس عُزل لشهور ليعود اليوم وزيرا و وزير الأمس عُزل من الامامة لسبب وجيه بحثنا عنه فلم نجده. من يستفيد من عزل الاستاذ الدكتور الخادمي ومن حرص على توريط بطيخ في أمر كهذا ؟ بداية بحثنا عن تكوين الرجل العلمي فقلنا عسى أن يكون جاهلا بالدين والخطابة أو مخالفا لطريقة بلدنا فيغيّر ما علمناه عن آبائنا ثم تذكرت أننا لم نحفظ شيئا بعد أن حصر الدين في الزوايا و مواسم الأعياد والحضرة وغيرها من مظاهر الدروشة. تذكرت بعض السيوخ ( جمع سيخ ان تكرمت لغتي العزيزة بقبول هذا الهفوة اللغوية) الذين مافتئت تذكر ألسنتهم أسياد الحكم الى آخر لحظة قبل الفرار و يدعون لهم بالعزة والنصر على "رعاع القوم" الثائرين. تذكرت الخطب الجمعية الهزيلة لغويا وفقهيا وعقديا والتي كانت تستمد قوتها مما يقدم من الدعوات و الامنيات قبل الصلاة فيذكر حامي الدين والوطن و يؤمّن المصلون بكراهة وهم يرتجون انقضاء الصلاة بسرعة بعد أن ضاق الصدر ولو يعد يحتمل تلك الخزعبلات. عثمان بطيخ يعزل نور الدين الخادمي من الامامة شيخنا المعزول استاذ للتعليم العالي، آخر درجات سلم الترقية في هذا المضمار، يدرس أصول وتاريخ الفقه بجامعة الزيتونة وفي عديد المعاهد التي تعنى بالجانب الديني كما أنه درس بالعربية السعودية. شيخنا يؤطر في نفس الوقت شهادات الماجستير والدكتوراه و هو رئيس اللجنة الحالية للترقية لرتبة استاذ التعليم العالي اختصاص علوم الفقه. كتب أستاذنا الكريم العديد من المؤلفات التي طبعت في تونس والسعودية ولبنان و غيرها من دور النشر المعتبرة وهذه بعض عناوين ما نشر: الاجتهاد المقاصدي، المقاصد في المذهب المالكي، تعليم علم الأصول، علم المقاصد الشرعية، الدليل عند الظاهرية، الإشارات في أصول الفقه المالكي لأبي الوليد الباجي – تحقيق، المصلحة المرسلة، الاستنساخ في ضوء الأصول والمقاصد الشرعية، ، الإنترنت في ضوء الأصول والمقاصد الشرعية ، المناسبة الشرعية وتطبيقاتها المعاصرة،... لم أجد في هذه العناوين وغيرها من البحوث التي قام بها الاستاذ الدكتور كلمات "البعبع الارهابي" الذي صوّره لنا الاعلام النمطي، بل اشتملت الكتب المؤلفة على تمحيص للفكر المقاصدي الذي برع فيه العلامة الامام الأكبر لجامع الزيتونة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الذي كان يمثل حجر عثرة أمام الساسة المغتربين و "السيوخ" الملازمين للزوايا والطرق أصحاب التخميرة. لقد أصابنا اليقين أن "سيوخ" النمط سيعملون جاهدين لعزله كما عزل من قبله ولن يتوانوا في عزل ما تبقى من أئمة متكونين في ربوع الزيتونة القديمة والحديثة و ممن تشبع بفكر المقاصد و حافظ على موروثات الشيخ محمد الطاهر بن عاشور العلمية. هم مبلغ علمهم ترتيل متن ابن عاشر، على علو قدره، و التمسك بالوشاح الأخضر الزيتوني. هم يبلغونك أنك مختلف عنهم رغم مالكيتك وأشعريتك وارتباطك بابن أبي زيد (مالك الصغير) و سحنون و بوحاجب وجعيط و العاشوريْن. هم يجمعون القوم تحت عديد المسميات و يحرصون على تبيان الاختلاف رغم دنو معرفتهم بالدين فبعضهم مجرد استاذ للتاريخ وبعضهم معلم تطبيق و آخر مهندس "عضامي" كون نفسه بنفسه. غرائب و مصائب ستصيب القوم حين يصعد هؤلاء الى المنابر فيحمدون الله ويشكرون ثم تخونهم العربية فيدرجون حتى الثمالة و يقولون المبتذل من الكلام فتصبح الخطبة الجمعية برنامج " عندي ما نقلك". هؤلاء مشائخ الطرق و الأحباش الدخلاء الذين وُعدوا بمناصب و مراكز أيام الحملات الانتخابية للنمط فملوا الانترنات بصور الخادمي نفسه وهو يحاضر في اجتماعات التجمع المنحل، واليوم يعزلونه، بالله عليكم هل كذبتم علينا حين قلتم أن الخادمي تجمعي يا أيتام التجمع؟