صور أطفالكم على الفيسبوك ؟ شوف القانون شنوا يقول    رد بالك من ماء البلاستيك! سخانة الصيف تطلق سموم خطيرة    ولاية تونس: اللجنة الجهوية للنظافة توصي بضبط رزنامة وبرنامج عمل للقضاء على النقاط السوداء    موجة حرّ كبيرة في شرق المتوسط جاية بسبب القبة الحرارية...هل تونس معنية؟    شنيا الحكاية؟ باحث أمريكي يحذّر من خطر زلزال يهدد تونس والبلدان اللي بجنبها    بارفان ب5 د و على الطريق ؟ رد بالك تضر صحتك و هذا شنوا يستنى فيك    ارتفاع درجات الحرارة في تونس: نصائح طبية ضرورية لكبار السن خلال الصيف    ماء الكماين خطر....هيئة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية تحذر و تنبه التوانسة    سوسة: سلاحف بحرية مهددة بالاندثار تخرج إلى شاطئ القنطاوي في مشهد نادر    واشنطن تدين قرار وضع الرئيس البرازيلي السابق قيد الإقامة الجبرية    قناة السويس ترد على طلب ترامب بشأن المرور المجاني للسفن الأمريكية    عاجل: زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب هذه البلاد    غزة: كندا تسقط مساعدات وتتهم دولة الاحتلال بانتهاك القانون الدولي    الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي فرط صوتي    ديوكوفيتش يعلن انسحابه من بطولة سينسيناتي الأمريكية للتنس    وزير الشباب والرياضة يُكرّم الجمعيات الرياضية الصاعدة ويؤكد على دعمها وتحسين ظروف عملها    البحر مضطرب.. السباحة ممكنة لكن يلزم الحذر!    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    يهم التوانسة...درجات الحرارة هكا باش تكون اليوم وغدوة    الثلاثاء: البحر مضطرب بهذه السواحل    فنان الراب العالمي بلطي يروي قصص الجيل الجديد على ركح مهرجان الحمامات    فنان الراب العالمي بلطي يروي قصص الجيل الجديد على ركح مهرجان الحمامات    حملات لوحدات الشرطة البلدية تسفر عن القيام ب 54 عملية حجز    بنزرت/ حجز 5,45 طن من مادة الدلاع وإعادة ضخها في المسالك القانونية..    قيس سعيّد: التعليم الوطني هو السلاح الحقيقي للتحرّر    اكتشاف علاج واعد لأحد أخطر أنواع سرطان الدم    6 فوائد مذهلة للكمون ستجعلك تتناوله يوميا..    سلطات مالي تعلن تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة    تاريخ الخيانات السياسية (36) ..المعتزّ يقتل المستعين بعد الأمان    أخبار النادي الصفاقسي .. حصيلة ايجابية في الوديات.. وتحذير من الغرور    المدير الجهوي للتجارة بنابل ل«الشرق» استقرار في التزويد.. وجهود لضبط الأسعار    تونس: تجميع أكثر من 11,7 مليون قنطار من الحبوب إلى غاية نهاية جويلية 2025    شبهات التلاعب بالتوجيه الجامعي ..فرقة الجرائم المعلوماتية تلاحق الجناة    أخبار الحكومة    بنزرت الجنوبية: وفاة 4 أشخاص غرقا في يوم واحد    بلاغ رسمي للملعب التونسي    وزير السياحة: سنة 2026 ستكون سنة قرقنة    المنستير: تظاهرة "فنون العرائس على شاطئ روسبينا" في دورتها الثانية بداية من 15 أوت 2025    ليلة الاثنين: بحر مضطرب بالسواحل الشرقية والشمالية    النجم الساحلي يتعاقد مع الظهير الايسر ناجح الفرجاني    القصرين: سواق التاكسي الفردي يتوجهون نحو العاصمة سيرًا على الأقدام تعبيرا عن رفضهم للقائمة الأولية للمتحصلين على رخصة "تاكسي فردي"    مهرجان نابل الدولي 2025... تكرار بلا روح والتجديد غائب.    رونالدو يتحوّل إلى صانع القرار في النصر... ويُطالب بصفقة مفاجئة    ماء في الكميونة يعني تسمم وأمراض خطيرة؟ رّد بالك تشرب منو!    التوجيه تحوّل لكابوس: شكون تلاعب بملفات التلامذة؟    أمطار وبَرَدْ دمّرت الموسم: الزيتون والفزدق والتفاح شنيا صار؟!    والد ضحية حفل محمد رمضان يكشف حقيقة "التعويض المالي"..    أحمد الجوادي قصة نجاح ملهمة تشق طريق المجد    سليانة: رفع إجمالي 275 مخالفة اقتصادية خلال شهر جويلية    "روبين بينيت" على ركح مهرجان الحمامات الدولي: موسيقى تتجاوز حدود الجغرافيا وتعانق الحرية    وزارة الأسرة تؤمن مواكبة 1200 طفل من فاقدي السند ومكفولي الوزارة عرض La Sur la route enchantée ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي    إصابة عضلية تبعد ميسي عن الملاعب ومدة غيابه غير محددة    جريمة مروعة تهز دمشق: مقتل فنانة مشهورة داخل منزلها الراقي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائبة حياة العمري: اعلامنا لايزال يلهث وراء راقصة ويهمل العالمة
نشر في باب نات يوم 27 - 08 - 2015

النائبة حياة العمري: ضد قانون المصالحة.. سأنضم للنهضة اذا توفر هذا الشرط..
حاورها: شكري بن عيسى
شرف خاص ان تحاور شخصية في "قامة" الدكتورة حياة العمري..
شخصية تنحني امامها تقديرا واجلالا.. وهي العالمة المخترعة.. التي اقتلعت الاعتراف وحصدت التتويجات من الخارج قبل الداخل.. ورفعت الراية الوطنية في المحافل الدولية خفاقة.. ومع ذلك تغمرك بتواضعها الراسخ.. وتلقائيتها الجميلة.. ودفاعها المستميت عن قيم الريف والمرأة هناك.. معتزة بمسقط راسها.. وهي بحق نموذج السياسي الملتزم بقضايا الوطن بعيدا عن كل المهاترات..
حققت عديد الاختراعات ولكنها اقتحمت عالم السياسة من الباب الكبير.. فهي نائبة عن مهد الثورة سيدي بوزيد عن حركة النهضة..
هي قليلة الظهور ومُغَيَّبَة قصديا في عدة احيان..
في هذا الحوار الشامل الحصري الذي خصت به "باب نات" تكشف الدكتورة حياة العمري عن كثير من الاسرار والخفايا في حياتها الشخصية والسياسة ونشاطها الجهوي ومواقفها النسوية وتقيّم المشهد الحالي.. وتتحدث بعمق من واقع التعليم والبحث العلمي.. وتقدم مقترحات رائدة.. كما تتحدث عن مستقبل علاقتها بحركة النهضة..
هل لك ان تعددي لنا تتويجاتك العلمية الدولية؟
التوويجات الدولية بدأت منذ سنة 2008 وكان ذلك عن طريق اول مشاركة دولية في مؤتمر دولي بالرباط وتم اختيار العمل الذي قدمته كأحسن عمل علمي.. وبعد ذلك تتالت والحمد لله التتويجات..
في الجملة سبع (7) ميداليات وثلاثة (3) كؤوس دولية من اهمها في السنتين الاخيرتين:
- الجائزة الكبرى الفركفونية، كان-فرنسا ماي 2015.
- التانيت الذهبية للجمهورية الفرنسية ماي 2015.
- الميدالية الذهبية للمخترعين في الصالون الدولي للمخترعين،كان-فرنسا ماي 2015.
-الميدالية الذهبية في الالمبياد العالمي للمخترعين، الحمامات مارس 2015.
- شوفالييه الدولي للباحثين المخترعين، باريس جانفي 2015
-الميدالية الذهبية في الالمبياد العالمي للمخترعين، الحمامات مارس 2014.
والتونسية؟
- الجائزة الأولى في الكيمياء في المؤتمر الخامس للكيمياء الصلبة، جرجيس ديسمبر 2011.
- الجائزة الأولى في المؤتمر الأول لتثمين الطين، برج السدرية أفريل 2008.
وعدة جوائز وطنية أخرى...
هل نالت حياة العمري ما تستحق من التكريم وطنيا بعد هذا السجل الحافل من التألق والتميز الدولي؟
- تكريمات عامة مع الرئيس المرزوقي في 2013 باستدعائي بمعية العائلة في افريل في قصر الرئاسة بقرطاج بعد اول تتويج، وتكريمي بالجائزة الرئاسية في يوم العلم في جويلية من نفس السنة وفي 2015 في عيد المراة تم تكريمي بصنف ثالث من الاوسمة مع الرئيس السبسي.
ونموذج حياة العمري نموذج مبهر ومع ذلك لا يجد ما يلزم من العناية في مشهدنا الاعلامي.. برأيك لماذا؟
- هذا السؤال يوجّه للاعلام. اهتمام الاعلام موجّه لمجالات اخرى. الاعلام في الوطن العربي عموما اولوياته الفن والرياضة ومجالات الاثارة في اغلبه.
حياة العمري هي امرأة ومن جهة مهمشة ومن عائلة متواضعة ومع ذلك رفعت اسم تونس عاليا ماذا يمكن ان تعلقي في الصدد؟
- فخورة بذلك لأن في ذلك صورة للبنت الريفية التي إذا آمنت بقدراتها تحقق النجاح. ولكن هذا النجاح في بداياته يزيدني و يحملني مسؤولية كبيرة. الوسط الريفي فيه قيم كبرى، هناك اصرار على التميز. في هذا الوسط هناك ايمان كبير بقيمة العلم من عائلتي، بالنسبة لوالدي العلم مقدس، فهو يقول لي ادرسي وانا "ابيع لاجلك كل شيء".. "العلم هو السلاح الحقيقي لمواجهة الحياة ولافتكاك مكانتك".. تلك الكلمات ترسخ فيك من الصبى وتصنع داخلك التحدي. هناك لا توجد حياة فقط هناك من حققوا ايضا التمايز وكثيرون برزوا، لكن دائما الاعلام لا يبرز المتفوقين بما يكفي..
كيف تقدم حياة العمري شخصها للقراء؟
- حياة العمري من عائلة متواضعة، أخت لثمانية إخوة (4 إناث و 4ذكور)، اضافة للواد والوالدة ربي يفضلهم، إبنة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، تحديدا من عمادة الرضاع، دكتورة و باحثة في الكيمياء و حاليا عضو مجلس نواب الشعب، لست مرتبطة بعد.
حياة العمري دخلت عالم السياسة في قوائم النهضة ماذا اضاف النشاط السياسي لحياة العمري الشخص والباحثة والمخترعة؟
- لما تكون شاب وقادر على تقديم الاضافة لبلدك ولك طموحات ومقترحات للاقتصاد الوطني ولا يوجد من يشجعك، وتجد اطار لايصال افكارك وتجد من يدافع عنها من شريحة مثلك وتعاني مثلك، فهذا سيساعدك على تخطي الصعوبات. فالدخول للمجال السياسي لم يكن اعتباطي بالرغم انه نوعا ما اضطراري. في تونس والوطن العربي مهما تكن كفاءة ومهما كنت طموح اذا لم يكن لك اطار سياسي لايصال افكارك لن تصل!
ربما السياسة تعيق نشاط الباحث الى اي مدى يستقيم هذا القول؟ وهل ان عجز السياسيين على خدمة العلوم والبحوث هو الذي زج بك في ميدان السياسة؟
- السياسة هي وسيلة وليست هدف، فبالسياسة يمكن ان تحدث التغيير. لما ترى منظومة البحث العلمي الى اي مدى هي متردية، وترى وضع الباحث، وترى الكفاءات العالية ليس لها اي مكانة، ولم تنل مكانتها الحقيقية، هذا بسبب ماذا؟ هذا بسبب قرارات سياسية..
نعم عجز السياسيين هو الذي زج بي والسياسة هي وسيلة لتغيير التشريعات والدفاع للتطوير وتحقيق الاستقلال الحقيقي والاكتفاء الذاتي وتصنيع التكنولوجيا التي ابناؤنا قادرون على تصنيعها ومع الاسف لازلنا نستوردها.
كيف تقيم حياة العمري المشهد السياسي الحالي المظطرب وكيف تنظر الى عجز الثقة الذي اصبح يلتصق بالسياسيين؟
- المواطنين معهم الحق، والواقع اليوم الذي يمر به البلد صعب جدا. ظروف اجتماعية قاسية وظروف اقتصادية نوعا ما كارثية، بلدنا لم يصل لهذا الظرف، كما لا يوجد استقرار حتى في المجال التربوي، والظرف الصعب جدا جعل اتخاذ القرار يغلب عليه البحث عن استقرار البلاد. اليوم لا توجد حقيقة قرارات جذرية ونوعا ما ثورية للتغيير بجدية.
فقدان ثقة المواطنين في السياسيين تتزايد مع عجز هؤلاء على تقديم حلول مبتكرة ولهث الكثيرين للمغانم ما هي رسالتك للسياسيين في الصدد؟
- يجب كل سياسي أن يتحمل مسؤوليته فالتاريخ لا يرحم. فبلادنا غالية علينا يجب كل واحد أن يتحمل الآمانة بصدق، وعلى السياسيين النزول للميدان للاحتكاك بهموم الناس وللاطلاع على معاناة الشعب وتبني القضايا الحقيقية بعيدا عن طغيان الحانب السياسي وتسبيق المغانم الشخصية ويكون هناك صدق في مفهوم الوحدة الوطنية والعمل.
هل حياة العمري "منظبطة" لتوجهات ومقررات الحزب (النهضة) التي دخلت تحت قوائمها وتنشط الان ضمن كتلتها ام ان استقلالية مواقفها العلمية هي الاولى؟
- هذه امانة. لما اخترت النهضة لاكون في قوائمها مستقلة كان عن قناعة. انا من النوع الذي لا يرضخ ولا تخضع للاملاءات، وهذه نقطة تحسب لهم لانهم لم يمارسوا عليَّ ضغط واتمتع بحريتي، ولما انا اكون "ضد" شيء اقول "انا ضد". وفي خصوص "الانضباط" فانت والاطار والموضوع الذي ستجد فيه نفسك، احيانا انا ليست لي خبرة واكون غير متعمقة في قضية ما، وعن طريق التفاعل والحوار نصل الى حلول مشتركة يساهم فيها الجميع.
هل اضافت النهضة لحياة العمري وماذا قدمت حياة العمري للنهضة؟
- اضافت لي النهضة في إطار عمق تجربتها السياسية وأيضا وفرت لي إطار أفضل و ملائم للعمل العلمي و السياسي.
اما انا فجئت بأفكار شبابية جديدة فيها حماس و طموح لفائدة الشباب و المرأة.
حياة المخترعة العالمة وحياة المرأة وحياة ابنة الجهة المهمشة عليها مسؤوليات كبيرة ماذا تنتظر منك لتقديمه كنموذج للمرأة الناجحة؟
- الانسان اذا اراد تحقيق مكانة يمكن ان يحققها. كامراة اعتبر ان دور المراة مهم جدا وصورتها مهمة جدا. وانا اعمل على تسويق صورة المراة التونسية بصفة عامة وليس الريفية فقط او امراة سيدي بوزيد.
المراة لا بد ان تكون متشبعة بقيم دينها ومتحضرة في نفس الان، مستقيمة وجريئة نحو الابداع في تبني القضايا الحقيقية بجهتها ووطنها وامراة حداثية بمعنى العقلانية والتنوير. وهذه هي الصورة الحقيقية للمراة التونسية التي وجب تسويقها بعيدا عن النموذج الاستهلاكي. والتحرر للمرأة لا ينبغي ان يختزل في شرب الخمر.. وهذه ليست الصورة الحقيقية للمراة التونسية مع احترامي لخصوصيات الجميع وحرياتهم.
وللجهة؟
- هي مسؤولية.. انا زرت كل المناطق في جهتي ونفذت لعمق الارياف والمعتمديات واطلعت عن كثب عن المشاغل في اغلب المجالات، وشرعت في العمل على تحقيق التنمية الفعلية لسيدي بوزيد وتوفير البنية التحتية، بالاضافة الى العمل على رفع مستوى المراة الريفية وتحقيق قيمتها وضمان حقوقها، وكذلك تطوير القطاع الصحي والمدارس بايجاد مدارس لائقة. من اكثر المشاكل في الجهة الصحة وانا اتراس اللجنة الصحية على مستوى جهوي، وثمة عديد القضايا اشتغلت عليها وبدأت تتحقق شيئا فشيئا.
ما هو مشروع حياة العمري او لنقل نواة مشروع للنهوض بالتعليم والبحث العلمي؟
- المشروع اشتغل عليه، ربي يسهل، هو حلم حتى قبل ولوجي عالم السياسة. اليوم الجامعات تنتج البطالين لوجود قطيعة وانفصال بين التعليم العالي والمؤسسات الاقتصادية التشغيلية. اليوم التعليم العالي مطالب بان يتوجه حسب متطلبات سوق الشغل لخلق الثروة. والبحث العلمي يجب ان يكون موجه نحو تطوير المنتوج التونسي. والشراكة بين الجامعة والمؤسسة الاقتصادية ضرورية.
الطاقات التونسية رهيبة في مواقع معتبرة في كل العالم ولا بد من استيعابهم وتشكيل حاضنة تستوعبهم، ووقتها فستصبح لنا اختراعات متعددة.
هل انت راضية على ادائك في مجلس النواب وباختصار هل لك ان تعرفي القراء بحوصلة عن اهم نشاطاتك النيابية؟
- هناك دور تشريعي، انا عضو في لجنة الشباب والتربية والثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي، انا دخلت بافكار كبيرة، لكن عمل اللجان يسير ببطء شديد جدا وانا لست راضية عنه، فالقاعات غير متوفرة لهذه اللجنة. انا قدمت مشاريع مع بعض النواب في ورقات ودخلنا في الصدد في شراكة مع جهات دولية لاصلاح منظومة التعليم والبحث العلمي.
اما اللجنة الخاصة بالتنمية الجهوية التي انوب رئيسها اجتمعنا فقط مرة للتنصيب ولم تدخل النشاط الفعلي.
هناك اسبوع الجهات كل شهر اتنقل لجهتي واقوم بما يلزم.
العمل النيابي يصبغه نوع من العجز في عدد القوانين المسنونة وفي النشاط الرقابي على الحكومة وفي لجان التحقيق ما هو تعليقك؟
- في الظاهر يبدو نشاط المجلس غير مرئي ولكن في الواقع هناك معوقات حقيقية. مشاريع القوانين تأخذ في عدة احيان فترة زمنية لوجود اختلافات بين الحساسيات السياسية المختلفة تستوجب تفاهمات وتوافقات وتعديلات وهو ما يأخذ وقتا والا فستسقط اغلب القوانين، لا يمنع كذلك ان هناك تجاذبات تنعكس على اللجان زيادة على فقر في القاعات وحتى استقبال الخبراء لا نجد في اغلب الحالات مكانا الا "الكولوار"..
وهذا حال البرلمان التونسي..!!
موقف حياة العمري في زيادة منحة 900 دينار للنواب في الوقت الذي رفض فيه قيادات بعض الاحزاب الحاكمة المطالب الشغلية بحجة انخرام التوازنات المالية العمومية؟
- هذه المنحة لم تكن عبئ على ميزانية المجلس بل حصل فقط تحويل نفقات الإقامة في النزل إلى منحة مباشرة.
كيف تقيم حياة العمري عجز حكومة الصيد عن تحقيق النمو والتشغيل والتنمية والأمن مع نزول نسبة النمو الى اقل من 1% وارتفاع نسبة البطالة وركود الاستثمار؟
- صحيح كل شيء تفاقم سلبيا وهذا حسب الارقام. النجاعة بكل صراحة ضعيفة، ولكن لا يجب ان نكون قاسين جدا، هم يعتمدون على حجة ومبررات الوضع الامني الصعب، ولكن هم قدموا وعودا عالية جدا يبدو انهم منذ البداية اخطؤوا في التشخيص.
اليوم هناك تململ في الساحة الوطنية بعد تخصيص قرابة 900 مليون د. لرسملة البنوك وطرح قانون ما يسمى بالمصالحة ويبدو انه لا توجد ارادة جدية في مكافحة الفساد ونهب الاموال، الى اين نحن سائرون؟
- انا مع الرسملة لهذه البنوك التي نهبها رجال الاعمال الفاسدين، لانقاذها حتى لا تنهار المنظومة البنكية العمومية، ولكن تقرير اللجنة الدولية المستقلة نشر قائمة رجال الاعمال الذين استولوا على المال العام في الصدد وبالتالي فلا مناص من محاسبتهم.
اما في خصوص مشروع قانون المصالحة، فانا كابنة سيدي بوزيد الجهة التي تعرضت للظلم والنهب لعشرات السنين ما جعلها في وضع التهميش الحالي.. انا شخصيا "ضد".. ضد ان انسان ينهب ويتفصى من العقاب.. لا بد من معاقبة الفاسدين. انا لم اطلع على القانون بالتفصيل. سؤال رئيسي في الصدد يفرض نفسه: ماذا تعني المصالحة بدون محاسبة!!؟؟
مشروع القانون يجب اصلاح ما يمكن فيه، وما فيه ظلم لا يمكن قبوله بحال.
لنعد الى التعليم الاساسي الا ترى حياة العمري ان اللغة الفرنسية تحدث اكتضاض واصبحت عائقا امام تطور تعليمنا؟
- نحن ندرس الفرنسية لان المنظومة التربوية في تبعية. وفي كل مرة تطرح عملية الاصلاح يأتي بنموذج يتم اسقاطه وفي كل مرة يكون النموذج بالفرنسية. ونحن بالنهاية لم نربح لا من هذا ولا من ذاك. اليوم لا بد من اعادة هيكلة المنظومة التربوية برمتها ويجب اعتبار الانقليزية بعد العربية كلغة اساسية، فالانقليزية هي الاولى في المنشورات العلمية وحتى في التعامل في اكثر دول العالم.
كيف تنظر حياة العمري لاصلاح المنظومة التربوية؟ وهل وقع تشريكك؟ ومن اين برايك نبدأ (الاولوية)؟
- اصلاح المنظومة التربوية يتطلب سنوات، ابتداء من التشخيص، كما يستوجب تشريك مختلف الفاعلين بما فيهم الاولياء، وهي الحقيقة ورشة كبرى.
لم يتم استدعائي كشخصية اكاديمية، تم استدعائي فقط عند اطلاق العملية مع بقية النواب.
الاولوية تبقى في تعصير المنظومة التربوية للتماشي مع الواقع. وايضا تشبّع وتجذير الناشئة في هويتها وترسيخ حب الوطن وتعميق اللغة العربية.
التنمية والتشغيل والتعليم والبحث العلمي هو كل مترابط هل فكرت حياة العمري في تقديم حلول في الصدد؟
- فكرت في تقديم مقترحات لجعل التعليم لا يقود الى العطالة والبطالة، بل لانتاج مواطنين يشتغلون وينتجون. تكوين وبحث علمي موجه نحو التشغيل.
الارهاب اليوم ايضا جزء كبير منه نتاج عجز منوالنا التعليمي والتنموي وافتقاد العدالة.. كيف تقيم حياة العمري المقاربة الامنية في مكافحة الظاهرة؟
- للقضاء على الارهاب لا بد من القضاء على جذوره واسبابه الطبقية والجهوية والبطالة والتهميش والاحساس بالغبن وافتقاد الاحساس بالمواطنة نتيجة التمييز والظلم وايضا الفقر. لا بد بالتوازي من نشر قيم الاخلاق وارساء التنمية لتحقيق الفعالية المطلوبة. المقاربة الامنية في النهاية اساسية لكنها غير كافية.
بعيدا عن لغة السياسة المنمقة بكل واقعية كيف تنظر حياة العمري لمستقبل تونس؟
- انا دائما متفائلة.. متفائلة إذا تم وضع سياسة عامة تحقق العدالة الإجتماعية و التوازن بين الجهات إضافة إلى مقاومة الفساد، واعطاء القيمة والاطار الصحيح للكفاءات والشباب المبدع فسيقع اصلاح البلاد وتطويرها والنهوض بها.
ما هي رسالتك للاجيال القادمة من اطفال وشباب اليوم؟
- رسالتي لهم هي: يجب أن تكونوا صانعين و مساهمين في تاريخ بلادنا بالمساهمة في تقدمها يكون ذلك بالإيمان بالعلم و العمل و الإبداع والايمان بقدراتهم، فهم عماد المستقبل، وهم من سيحقق الثورة الحقيقية للبلاد الفكرية والعلمية والصناعية. اليوم نحن غارقون في الترقيعات والتصليحات، ولا بد من حلول عميقة، وهم المستقبل الواعد الذي سينقذ البلاد، ويحقق التنمية الفعلية والاصلاح الجذري، ويخلق بلد راق ومتطور. وهذا الحلم الذي قُتِل لا بد من احيائه.
كلمة الختام: التلوث البيئي اليوم سواء الهوائي او المائي او الغذائي يهدد بكارثة وشيكة في المستقبل ما هو تقييمك للامر؟
- التلوث البيئي مسؤوليته مشتركة بين الدولة والمواطن على حد السواء. هو مربوط بعقلية المواطن من جهة ومن جهة الدولة عليها مسؤولية الرقابة ورسم السياسات الوقائية. والمنتوجات البيولوجية اليوم حل وخيار عالي الاهمية ولا بد من نشر هذه المنتوجات. وتبقى مسؤولية المواطن في المحافظة على البيئة اساسية.
في العمق: تونس تمتلك ثروات طبيعية ومنجمية وفلاحية محترمة والاستغلال والحوكمة تفتقد للشفافية والترشيد كيف تقيمين الامر؟
- صحيح عندنا ثروات، في سيدي بوزيد مثلا هناك ثروات لا تستغل كما ينبغي، يقع تسويقها بدون قيمة مضافة ولا تثمين. المنتوج يخرج اغلبه خام ولا توجد صناعة تحويلية.
29- بصراحة: هل تفضل حياة العمري العمل كنائبة ام مسؤولة عن البحث العلمي كوزيرة تعليم عالي او وزيرة تربية؟
- أستطيع أن أخدم بلادي من أي موقع و لكن عندي ميول أكثر للبحث العلمي .. موقع القرار يساعد على تنفيذ المقترحات.
30- "الفِمْتو كيميسْتْري" هو اختراع نوبل للكيمياء للعربي المصري احمد زويل هل تطمح حياة العمري الى نوبل يوما ما؟
- أكيد.. أكيد.. أكيد.. اطمح الى ذلك ولكن هذا يتطلب جهدا ومثابرة ووسائل مادية اتمنى ان تتوفر لي..
النهضة في اتجاه حزب وطني مفتوح على الكفاءات ذات المصداقية بعيدا عن الايديولوجيا والنضالية وتفتح لبعضهم القيادة في الصف الاول.. انت تصبحين اول المدعوات بالمؤكد؟
- أنا والمقترح. اذا كان المقترح ستقدم من خلاله اضافة وستحقق من خلاله طموح الشعب التونسي وتقدم البلاد، فلِمَ لا! بالرغم اني احبذ في العموم الاستقلالية الكاملة.
32- لماذا يراد اليوم ترويج نموذج المرأة التونسية على النمط الاستهلاكي على حساب النموذج المبدع والمرأة المناضلة؟
- هذه للاسف سياسة سيئة جدا، انا عندي لوم على الاعلاميين في الصدد، الذين يحبذون راقصة على مبدعة تعطي صورة ممتازة على المراة، نتيجة اللهث وراء نسبة المشاهدة، على حساب باحثة ستقدم الاضافة للبلد. تم ترسيخ العقلية الاستهلاكية السريعة على حساب منظومة القيم،وهذا نتيجة سياسة فلا يتركونك تقدم احسن صورة على المرأة التونسية الاصيلة المبدعة التي تقدم نموذج مشرف خارج الوطن وليس ان تأخذ نماذج "سيئة" وتقول لي هذه المرأة التونسية. كلا ليست هذه هي المرأة التونسية!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.