شمس الدين النقاز منحت اللجنة الأولمبية المتوسطية يوم أمس شرف تنظيم الألعاب المتوسطية 2021 لمدينة وهران الجزائرية بعد أن تفوقت في التصويت على مدينة صفاقس ب51 صوت مقابل 17. النتيجة المتوقعة والمستحقة للمدينة الجزائرية والهزيمة التونسية بررها رئيس اللجنة الأولمبية التونسية محرز بوصيان بأن الملف التونسي كان أفضل بكثير من الملف الجزائري ولكن الأحداث الارهابية الأخيرة في تونس كان لها تأثير كبير على عملية التصويت. المتابع للشأن الرياضي في البلدين لا يمكن أن يتفاجئ بفشل الملف التونسي بقدر ما يتعجب من التبيريرات المضحكة لرئيس اللجنة الاولمبية فبعد كل فشل تشهده الساحة الرياضية في تونس إلا ويبدع مسؤولونا في تحليلهم وتفسيرهم لأسباب الفشل ولم يقدروا أن يعترفوا أنهم هم السبب فيما وصلت اليه الساحة الرياضية في تونس. صحيح أن الارهاب كان سببا في هذا الفشل، لكن هل كان السبب الوحيد الذي أفشل شرف استضافة الألعاب المتوسطية التي احتضنتها تونس سنة 2001؟ متى يعي مسؤولونا أن بنيتنا التحتية هشة وأن وضع ملاعبنا كارثي وأن كرتنا ورياضتنا وتحكيمنا وجامعاتنا ورابطاتنا وكل ماله علاقة بالشأن الرياضي في حالة يرثى لها بسبب الفساد والرشوة والمحسوبية. لماذا لم تعترف أن ملف الترشح لم يحظ بتغطية اعلامية ولا حملات اشهارية تليق به في تونس بل كل ما في الأمر أن بعض اللافتات قد تم تعليقها في مدينة صفاقس وقام بعض أبناء الجهة بالتعاطف مع الملف على شبكات التواصل الاجتماعي وقاموا بالتعريف به. كرتنا كارثية فالأندية الجزائرية تفوقت علينا في السنوات الأخيرة كرويا والجزائر تحصلت على كأس افريقيا لكرة اليد الأخيرة أمامنا وكانت بطولة ناجحة على كل المستويات التنظيمية. وفي الأخير أقول ان عاصمة الجنوب تستحق نيل شرف كبرى البطولات العالمية وليست الألعاب المتوسطية فقط لأن أهلها قادرون على انجاح هذا النوع من التظاهرات الكبيرة لكن علينا أن نعترف أن المنشات الرياضية في هذه المدينة لا يمكن لها ان تنافس المنشات الرياضية بمدينة وهران التي كان ملفها ثريا ومتنوعا وحظي بدعم حكومي قوي وبتغطية اعلامية كبيرة ليصل في النهاية الى الفوز. هذه صيحة انذار قبل أن يفوتنا القطار ونصيحتي الى السيد محرز بوصيان أن يكون جريئا ويطلعنا على الأسباب الحقيقية لا أن يكرر حديث السياسيين والمسيسين ولا تجعل المثل الشعبي ينطبق على أمثالكم "العزوزة هاززها الواد وهي تقول العام صابة".