منجي باكير برهان بسيّس – و هذا يعرفه هو قبل غيره - أيقونة ارتبطت صورتها بأحلك عهود تونس و أكبر دكتاتوريّة بوليسيّة تحكّمت في البلاد و العباد ، حتّى أصبح إسمه يعني آليّا تلك الحقبة و يشير إيماء و إيحاء و أيضا تصريحا أن ّ هذا الإسم هو أحد شهود الزّور و أكبر مسوّق محتال للعهد البنفسجي وكلّ مشتقّاته ... كما طُبع هذا الإسم و خلّدته الذّاكرة الشعبيّة في ركنها المظلم الذي حشرت فيه كثيرا من الأسماء و الجهات التي تسبّبت عقودا من الزمن في عذاباتها و مراراتها و تخلّفها وجهلها وحرمانها من كثير من مقوّمات المواطَنَة و أسباب العيش الكريم . بعد الثورة انكفأ برهان بسيّس كما كثير من أزلام العهد المدحور و دخلوا جحورهم خوفا من التّبعات والتّتبّعات و رعبا من قصاص عادل يشمله و يشملهم ،،، غير أنّ رياح قوى الردّة جرت بغير ما تقتضيه بقيّة المسار الثوري و عدالته فاختلط الحابل بالنّابل و انقلبت الموازين و ضاعت القيم و الحقوق ليصعد رموز العهد البائد إلى مفاصل القرار و مراكز الصّدارة من جديد ... مناخ جيد إستفاد منه برهان بسيّس و وظّف كثيرا من هوامشه توظيفا جيّدا أطلّ به علينا ذات يوم ليقدّم للشّعب و بعضا من المناضلين – على حدّ تعبيره - ، ليقدّم لهم اعتذاراته و في الآن نفسه جزم بسيّس و أكّد بأيْمان لم يترك لها فتاوي محلّلة أنّه لن يتحف الشعب التونسي يوما أبدا بصورته البهيّة و لن يشنّف أسماع مواطنيه بصوته الجميل ، و أنّه ( لن ) يعتليَ منبرا إعلاميّا بعد يومه ذاك ...! إلاّ أنّ السيّد برهان لم يف بوعده القاطع و لم يبرّ أيمانه و لم يكن عند كلمته فما لبث وقتا حتّى – تسرّب – في بعض الحوانيت الإعلاميّة ، ثمّ رسب ، و أخيرا طفى زبدا راغيا في إحداها ليجدّد العهد مع ( برهانيّاته ) و يحترف التبسيس لكن برواية أخرى و بمفهوميّة أخرى مع بعض الحقائق التي يزيّن بها إرهاصاته و تنبّؤاته السياسيّة و – يتبّل – بها رُؤاه و تنظيراته و شطحاته التي لم تتبدّل فيها إلاّ الأسماء و المسمّيات و التواريخ .... و لعلّ ظهوره الأخير مع – كابّو – المبيّضين و فارس الغوغائيّة الإعلاميّة خير نموذج ل(اللّوك ) الجديد / القديم لبرهان بسيّس و خير دليل على نهجه الإعلامي الذي اعتمده و يواصله ... Publié le: 2015-10-04 21:34:33