أثار تواجد برهان بسيّس في الجلسة العامة الانتخابية للنادي الإفريقي السبت الماضي ردود أفعال كبيرة ومفاجأة لأغلب الحاضرين ولجماهير الإفريقي عموما. بسيّس، الذي كان مرافقا لسليم الرياحي وصعد معه المنصّة بعد إعلانه رئيسا جديدا للنادي، قوبل ببرود شديد من طرف الحاضرين بالجلسة ولم يسلم من "ديغاج" الجماهير. واعتبر كثير من أنصار النادي الإفريقي، الذين تجنّدوا على المواقع الاجتماعية للتنديد بحضور بسيّس في الجلسة العامة، أن "شعب" الإفريقي لن يسمح بظهور رموز النظام البائد على واجهة الأحداث ولن يقبل بعودتهم من نافذة الرياضة أو غيرها.
الرياحي يوضح..يطمئن..ويحذّر وبفطنته المعروفة، تفطّن سليم الرياحي بسرعة إلى المعارضة القوية لتواجد بسيّس في محيط النادي ويعرف خطورة أن يضمّه إلى الهيئة المديرة (أو الهيئة التسييرية) للنادي. يذكر أن برهان بسيّس يعمل منذ مدة مستشارا لدى الرياحي (بعيدا عن الإفريقي). وفي خضم حملة بدأت تتشكّل ضد انضمام بسيّس إلى الإفريقي، وخوفا من تأثر صورته من هذه الحملة (كمدافع عن رموز المخلوع)، سارع الرياحي لاستباق الأزمة ووضع النقاط على الأحرف بخصوص حضور بسيّس أشغال الجلسة العامة. وكتب الرياحي على صفحته الرسمية على الفايسبوك أن برهان بسيّس "لا علاقة له من قريب أو بعيد بأي هيئة في النادي الإفريقي" وأن حضوره الجلسة العامّة للنادي كانت "بصفته صديق ومحب للنادي الإفريقي وقد حضرها بطلب منّي". وأضاف الرياحي: "برهان بسيّس صديق طفولة، ونحن لسنا من الذين يديرون الظهر لأصدقائهم. بيني وبين الجمهور مشروع مستقبلي للنادي الإفريقي هو المجال الوحيد لإبداء الرأي فيه" . ويرى الرياحي أن "وجوه الفساد المعروفة في تونس لم أقبل التعامل معها في الماضي في ذروة قوّتها فما بالك اليوم. أنا عدت إلى تونس مرفوع الرأس وسأظل كذلك إن شاء الله". وختم الرياحي دفاعه عن علاقته ببسيّس بالقول: "الشائعات ومحاولات التشويه مفهومة في هذه الفترة بالذات وأنا أنبّه جمهور الإفريقي بأنه لا سبيل للانسياق وراء هذه التشويهات البائسة التي تريد أساسا وضع العراقيل على طريق انطلاق المشروع الجديد للنادي الإفريقي".
وكان بسيّس من القلائل (إن لم يكن الوحيد) من رموز العهد البائد ومستشاري الرئيس المخلوع، الذين اعترفوا بشجاعة ووضوح بدفاعهم عن بن علي وعملهم لصالحه. ورغم الحملة العنيفة التي تعرّض بعد اندلاع الثورة التونسية، وهروبه خارج تونس لفترة، إلاّ أن بسيّس لم "يقلب الفيستة" ولم ينافق مثلما فعل السواد الأعظم من التجمعيين والانتهازيين والفاسدين وهو ما يحسب له.