قال رجل عن زوجته انها غبية الى درجة أنها جلست على التلفزيون وتفرجت على (الكنبة). وقالت امرأة عن زوجها ان فكرته عن عشاء رومانسي هي الجلوس في ملعب كرة قدم على ضوء الشموع. لن أحسم الجدل بين الرجال والنساء في صفحة في مجلة, فهو جدل لن يحسم, ولكن سأخوض مع الطرفين معركة, في الحرب الدائرة, فقد قرأت يوماً أن الرجال أذكى من النساء, وقرأت في اليوم التالي ان النساء أذكى من الرجال. الدكتور بول ايرونغ والدكتور ريتشارد لين, وهما عالما نفس من جامعة اكستر, أجريا دراسة على ألف رجل وامرأة واختبرا معلوماتهم في التاريخ والرياضة والفن والموضة وغير ذلك, ووجدا ان الرجال سجلوا نتائج أفضل من النساء بكثير. وقال الدكتور ايرونغ ان النساء يهمهن الناس في حين ان الرجال تهمهم الأشياء, ولكن حتى بعد أخذ هذا الفرق في الاعتبار أثناء توجيه الأسئلة سبق الرجال النساء. من يقول هذا? يقوله رجلان, وقد جاء الرد عليهما بسرعة, من مصدر يجب أن يكون أوثق بكثير, فقد أظهرت نتائج الامتحانات الثانوية في بريطانيا الصيف الماضي ان 12400 امرأة حصلن على أعلى علامة مقابل 11300 رجل. وقد ذكرتني هذه المعلومات بظاهرة تفوق الإناث التي سمعنا عنها في المملكة العربية السعودية قبل سنوات, ثم اختفت كما ظهرت, ويبدو أن الرجال عجزوا عن المنافسة فقرروا التعتيم على الموضوع. وقرأت ان النساء في انكلترا بدأن التفوق على الرجال في الشهادة المتوسطة منذ سنة 1987, ولكن الرجال بقوا متقدمين على النساء في شهادة الثانوية العامة, أو ما يعادل البكالوريا أو التوجيهية عندنا, حتى السنة الماضية عندما زاد عدد المتفوقات من النساء على الرجال ب1100 درجة أولى, بعد أن كان الرجال سنة 1999 متقدمين ب1800 درجة هبطت الى 300 درجة فقط سنة ألفين. وهكذا انضم الذكور في بريطانيا الى الذكور في المملكة العربية السعودية, وربما في كل بلد عربي آخر في التأخر عن الإناث. اعتقد ان نتائج امتحانات عامة أكثر صدقية من دراسة واحدة حتى لو قام بها عالما نفس معروفان. وإذا اعتبر رجل كلامي هذا خيانة لبني جنسي, فانني أقول إن كلامه لا يهمني, لأنني أفضل أن تعطف عليّ امرأة واحدة, أو تتعاطف معي, من أن يناصرني مئة رجل. اعتقد ان تفوق الإناث هو سبب كثرة الطرف التي تروى عن غباء الشقراوات أو أي نساء, من أي لون, فالهدف من مثل هذه الطرف تحويل الأنظار عن حقيقة ان النساء أذكى. ولا بد أن رجلاً هو الذي زعم ان الطبيب قال للشقراء انها حامل فسألته: هل أنت واثق من انني أمّه? وسمعت عن سكرتيرة بعثت بفاكس عليه طابع بريد, وأخرى (تفركشت) بهاتف محمول. نساؤنا مهذبات, ولا يحاولن الرد, ولكن النساء في الغرب, خصوصاً من حركة تحرير المرأة سليطات اللسان فعلاً, وكان شعارهن يوماً ان المرأة التي تحاول ان تتساوى بالرجل تفتقر الى الطموح. وقالت امرأة من هؤلاء: ما الفرق بين رجل وشمبانزي? والرد: واحد يملأ الشعر جسمه, ورائحته نافذة, ويحك مؤخرته, والثاني قرد. واريد ان أتوقف هنا لأكمل بملاحظة سريعة, فقد وجدت أن الرجال في الغرب, مثل رجالنا, يرفضون الاعتراف بالحقيقة, حتى وهي في وضوح شمس الظهيرة. وقرأت عن مغنية (بوب) جديدة اسمها آنا آن, عمرها 19 سنة, وتتكلم خمس لغات, وقد أكملت الشهادة المتوسطة وعمرها 13 سنة, وهي الآن في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية, فهي تدرس العلاقات الدولية والاسبانية في جامعة لندن غيلدهول, بالاضافة الى دراستها في كلية للموسيقى. المعلومات عن المراهقة آنا غير متنازع عليها, ولكن الرجال علقوا بالقول: من سمع عن مغنية (بوب) ذكية? إذا كانت مادونا تملك 500 مليون دولار, فلا بد انها ذكية, والرد على من يشكك في ذكائها أو ذكاء آنا سؤاله: إذا كنت ذكياً فلماذا لست ثرياً? اليوم انتصر للنساء, فالمعلومات متضاربة, إلا أنني اختار نتائج الامتحانات لأقرر ان النساء أذكى بالاضافة الى انهن أجمل. لذلك اختتم ببعض ما يفرك ملحاً في الجرح, مثل قول امرأة بسخرية عن رجل انه (وضع حرف الجيم في حمار), (إذا لم يفهم رجل هذه النكتة فالمقصود انه لا يعرف تهجئة حمار). ووصف رجل آخر بأن جهله موسوعي, أو ان ما يجهله يكفي لملء مكتبة كبيرة. وأخيراً فهناك حملات ضد الإباحة على التلفزيون, عندهم كما عندنا, وسئلت امرأة رأيها في الجنس على التلفزيون فقالت: غير مريح.