أبومازن بعثرت الشقوق حروف "نداء" فامتاز شق بالنون و فاز ثان بالدال و فرت الهمزة دون رجعة وهي نادمة على سوء تقدير و تدبير وبقى ألف المدّ مستقيما الى الأعلى كعادته ولكنه احتار من يمدّ ليسمع الصوت واضحا "ن" أم "د" ؟ بعد جهد وتفكير لم يحسم ألف المدّ أمره و نادى نداءه فلبّى البعض و تغيّب الباقي، فحوقل و قال أيصير النداء "نا" أو "دا" ؟ كلاّ كلاّ عافانا الله من الداء. بمقتضى هذا الانشقاق أصبحت قناتنا المسماة وطنية ابان الثورة قناة وطدية يرعاها اليسار ويمرر فيها أجنداته السياسية والأخلاقية فيحمل على هذا الحزب وهذا الفريق ويتكتم على ذلك الفيلق وعلى تلك الفضائح. لقد خصصت الوطدية لقاء خاصا مع مرزوق دام لأكثر من ساعة تناول فيها انشقاق النداء فدافع عن وجهة نظره دون ضيوف حتى لا ترهقه الأسئلة و لا يتورط في الردود لاسيما وان أصابها الغضب و الحنق. بمقتضى هذا الانشقاق أيضا أضحت القناة الخاصة نسمة قناة دسمة بالمباشر، تنقل حصريا من قصر قرطاج تتويج رباعي نوبل للسلام وربما من غيرها من القصور في مواعيد لاحقة ومناسبات قادمة. ولعل نقل معاليم الستاغ في قادم الأيام الى قناة دسمة قد تكون خطوة ممكنة في ظل هذا الانقسام الندائي. افترق نداء منذ أن سعى الى توافق فانقسم بين "نافق" و "دافق" وانقسم من جديد المشهد الاعلامي ثم تموقع كل وراء ايديولوجيته فسقطت الوطنية في الفخ وسقطت باقي القنوات في فخاخ أخرى. كل هذا جعلني أتذكر ممارسات الوطدية أيام الترويكا حين كانت تراوغ الرئيس و الوزير و المسؤول لتظفر بنقل مباشر لحفنة من المضربين أو المعتصمين في أقاصي البلاد فتضخّم أمرهم و تعظّم من شأنهم وتتناسى أن تونس في حالة انتقال صعب. لقد وقعت الوطدية في غيها و وقع اغلب اعلامييها النوفمبرين المرسكلين في سوء تقديرهم فتشتت أصوات الصحافة وراح كل "ينادي على صلاح بلادو" فقتم المشهد الاعلامي أكثر مما كان عليه أيام الترويكا ولم يعد المواطن المسكين أيصدق هؤلاء أم أولئك؟ كل ما يغيض المواطن ذلك المعلوم المقتطع من فاتورة الضوء لو صرفه اشتراكا في قنوات تلفزية عالمية رياضية أو ثقافية لكان خيرا له و أنفع. Publié le: 2015-11-09 19:34:27