أبو مازن لست أدري ان كان الاتحاد الجهوي بصفاقس يعاقب رجال الأعمال وأهل المصانع الذين يرغبون في اقفالها لعدم مردوديتها، أم يدقّ عنق الحكومة التي تشبه الى حد كبير حكومة تصريف الأعمال أو حكومة الأزمات لما ألمّ بالبلاد من مصائب و تقهقر للدينار، او يثأر باقدامه على الاضراب من الارهاب الذي يغيب أياما ويحضر لأسابيع فيهدد الأمن والسلم الاجتماعي ويبعث الخوف و الألم في نفوس المواطنين. لست أدري ان كان المكتب التنفيذي قد اتخذ قراره بالإضراب في القطاع الخاص و أكّده لمّا منحت الحكومة حق الاقتطاع لكافة المنظمات الشغيلة فاعتبر هذا الازعاج نوع من التضييق على جبروته و امتداد شبكته العمالية. لست أدري ان كان الاتحاد لا زال مقدّرا لجائزة نوبل حق قدرها وهي التي منحت له لأجل نشر السلم الاجتماعي و الحوار و التوافق. اشتعلت نار الاضراب وانقضت الهدنة الغير المعلنة صدفة لمّا تقهقر يسار النداء والجبهة أبرز مكونات جبهة الانقاذ السيئة الذكر. اشتعلت نار الاضراب فضربت صفاقس فكان نزيفا جانبيا هذا الصباح ولكن المكتب الجهوي اسعفه بجرح غائر لمّا دعا القطاع العام بسابق اضمار وترصّد الى الالتحاق بالاضراب فصار النزيف وريديا عطل الحركة وبعث حالة من الحيرة والارتياب. لقد تعطلت اشغال العامة لمّا لاحظوا نقصا كبيرا في حافلات النقل التي تعتبر قاطرة القطاع العام و تعطلت الأعمال في عدد من المصحات الخاصة وربما تتحرك نقابة الصحة لتطبق على الوضع الصحي في الولاية. يعلم القاصي والداني أن اضراب القطاع الخاص لا يمكن له أن يكلل بالنجاح لتشرذمه وتفرقه في عدة جهات من الولاية ويعلمون أيضا أن نجاح الاضراب في صفاقس يقود الى سلسلة ناجحة من الاضرابات في باقي جهات الجمهورية لذلك سعى الاتحاد على مراد الله لتعطيل مظاهر الحياة العادية في المدينة حتى ينتصر لنفسه، ولكن ممن؟ أينتصر لنفسه على حساب دينار يهوي ويهوي او على حساب أزمة تلوح وتختفي لعدم قدرة الدولة على خلاص الوظيفة العمومية او لمشاريع معطلة في عديد الجهات التي تعاني الفقر والحرمان ويدغدغها الارهاب باستمرار. أينتصر الاتحاد لنفسه أم للعمال الذين يعانون الأمرين وخصوصا العاملات في القطاع الخاص والعام حيث تداس الكرامة و يضيع العرق اذا ضمن المشغّل سكوت النقابة. سبحان الله ضمير الاتحاد وشعوره بالعمال يصحو ساعة العسرة وساعة الانقباض النفسي لمكتبه التنفيذي أين يعلم أن الهامش السياسي بات بعيدا عن تأثيره فيقدم على خطوات كهذه ليتنفذ الى موقع القرار و يزيد الطين بلة والحال أن البلاد لا تقدر على اضراب و لا على مجرد احتجاج. عجبي للمنادين بالمدنية على طريقة الحضارة الغربية و يغفلون على مواقف الغرب ساعة المصيبة والكارثة اذ يتحدون صفا واحدا خاصا وعاما شعبا وحكومة ضد ذلك الخطر فلا تستغل النقابة و لا الأعراف ولا القطاع العام ولا الخاص ذلك الظرف لتمرير أجندته بمبررات كثيرا ما تكون سرابا يحسبه الظمآن ماء. Publié le: 2015-11-19 10:46:42