نصر الدين الدجبي (*) بعد الاتهامات المباشرة التي وجهها برنامج "بلاك ليست" المقدم في قناة "تونسنا" التونسية والذي يتهم فيه الشقيقة المغرب بأنها تقف وراء عمليات إرهابية في تونس ، تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن التونسيين لا يثقون في ما جاء في البرنامج وأن البرنامج فشل في أن يحقق أهدافه في التصعيد وتوتير العلاقة بين تونس والمغرب اللتان جمعت بينهما علاقات تارخية عريقة. فالمغرب فضلت عدم الانسياق وراء المهاترات وأسلوب الفعل ورد الفعل، بل سعت الى تجاهل البرنامج من أصله واعتبرته فخا لتوتير علاقتها بالشقيقة تونس كما قال أحد مسؤوليها . الاعلام المغربي كان في الموعد وبفضل خبرته ومعرفته بالقضايا التي تهم الأمن القومي لبلدهم ووجود من يتربص بهم فضلوا تجاهل البرنامج وتناولت بعض وسائل الإعلام المغربية عمق العلاقة التارخية بين تونس والمغرب . من جهة أخرى بدا هناك إجماع سياسي بين اليمين واليسار في تونس للتنديد او التجاهل للبرنامج وشكك العديد من الساسة في مصداقيته، وأعتبر أخرون أنه تقف ورائه جهات مشبوهة لتوتير العلاقة بين البلدين . اللافت أيضا هو التعامل الاعلامي التونسي مع البرنامج الذي عده منتجوه على اساس أنه استقصائيا. فقذ نبه العديد من الصحفيين وحذروا من تداعياته قبل بثه غير ان الهايكا (الجهة المخولة بالتدخل في الخروقات في مجال الاعلام السمعي البصري) تأخرت في التعامل مع الموضوع وأكتفت بقرار عدم الإعادة ونزعه من موقع القناة. صحفييون آخرون اعتبروا البرنامج مجرد زوبعة في فنجان يهدف مقدمه ومنتجه وصاحب القناة للبحث عن الشهرة ورفع نسبة المشاهدة . وحتى القنوات التي خصصت حلقة نقاش عن الموضوع فقد ابدا الحضور من خبراء الأمن والاعلام انتقادهم للاسلوب المهني في صحافة الاستقصاء واعتبروه يفتقد الى اهم عناصر الاستقصاء المتعارف عليها في مثل هذه القضايا. وأمنيا ومخابرتيا وجهت مجموعة من الشكوك حول الشخص الذي اعتمده البحث والتهم الموجهة اليه وحول نزاهته ومن يقف ورائه وعدم اتطلاعه وأسلوب تفكيره التقليدي عن المخابرات ، ورميه التهم جزافا ومن منطلق رد الفعل. حتى وسائل التواصل الاجتماعي كانت هذه المرة في الموعد وشبه مجمعة حيث نددت واستهزئت من البرنامج ومعده وصاحب القناة وتاريخه المشبوه. صحفي تونسي Publié le: 2015-12-04 12:11:38