د. أحمد بوعزّي نحن نشتكي في تونس من عدم كفاءة الوزراء مثل الطيب البكوش الذي يجزم أن التونسي يستلزم تأشيرة للدخول إلى تركيا وعندما يختار فيزا الجهاد يتأكد من الحصول عليها، ومثل محسن حسن الذي يريد الدخول في التفاوض مع كبار المهربين وقبلها يسمح بزيادة "طفيفة" في ربح بائعي السيارات تساوي 100 بالمائة. اليوم يطلع علينا في جريدة الشروق من خارج الحكومة جاهل بالتاريخ وبالديمقراطية ليقترح نظاما ديمقراطيا جديدا يسيّر فيه البلاد رئيس قوي يملك كل السلطات ويصوّت فيه على القوانين موظّفون معيّنون يعوّضون النواب المنتخبين الذين يكتفون بقبض أجورهم نهاية كل شهر. ويلعن النظام البرلماني "شبه شبه" ويظهر انبهاره بالنظام الرئاسي ويعطي مثلا بديغول الذي أصبح رئيسا لفرنسا وأبدل الدستور لإنهاء مشكلة تعدّد الحكومات الناتجة (حسب رأي صاحبنا) عن للنظام البرلماني رغم أن فرنسا كانت تنعم برغد العيش بفضل مخطط مارشال. ويتناسى أن كل دول أوروبا تقريبا تتبع حاليا النظام البرلماني. ليعلم السيد لطفي زيتون أنه لا يوجد برلمان في الدنيا يصوّت فيه من لم ينتخبهم الشعب، والسيد لطفي زيتون يريد أن يقنعنا أننا انتخبنا النواب ليحصلوا على أجرة لا غير أما العمل البرلماني فإنه يرى أن يقوم به مساعدون برلمانيون يعيّنهم النواب وتدفع الحكومة أجورهم. السيد لطفي زيتون يتناسى أن فرنسا سنة 1958 كانت في أتون حرب أهلية دامية (نسمّيها نحن حرب تحرير الجزائر) تهدف إلى انفصال جزء من فرنسا عجزت كل حكومات الاشتراكية الدولية التي كانت تملك الأغلبية في البرلمان على إخمادها، ونودي بوفاق وطني لديغول رمز الوحدة الوطنية وبطل حرب التحرير من الاحتلال الألماني لتغيير الدستور لمجابهة أكبر مشكلة داخلية في تاريخ فرنسا منذ كمونة باريس. ماذا يريد السيد لطفي في النهاية؟ يريد أن يصبح لنا حاكما يمركز كل السلط بين يديه مثل ديغول ويريد أن يصوت على القوانين موظّفون تعيّنهم احزاب الأغلبية مثلما كان الحال في عهد المخلوع. لم نملّ بعد من ديمقراطيتنا الناشئة Publié le: 2016-02-24 10:12:59
