ذكر مصدر وثيق أن أستوديوهات المخرج التلفزي منصف المكشر التي احتضنت تصوير عشرات البرامج والمنوعات للتلفزة التونسية، مهددة بالغلق والبيع في المزاد العلني. وكشف مصدر قريب من المخرج منصف المكشر أن الاستوديوهات التي احتضنت تصوير العشرات من الحصص التلفزية من منوّعتي السبت والأحد على قناة تونس 7، تمرّ بأزمة مالية خانقة ضاعفت من تراكم ديون المشروع لدى المؤسسات البنكية. ويخشى العاملون في القطاع من اضطرار البنوك الى بيع الاستوديوهات ومعداتها في المزاد العلني في حالة تواصل الازمة والعجز عن تسديد الديون. ويعود تراكم ديون الاستوديوهات حسب مصدر قريب من المخرج منصف المكشر، الى تقلص نشاطها وتراجع مردودها بسبب عدم اقبال التلفزة التونسية على تصوير برامجها فنيا، وانشاء استوديو خاص آخر يحظى بكل الدعم من التلفزة. كما لم ينجح التعامل الاخير للاستوديوهات مع قناة «نسمة تي في» التي صورت فيها برنامجها «دار فاميليا» في تنشيط عائدات المشروع. وتعد أستوديوهات المكشر الواقعة في «أوتيك» بجهة بنزرت، من أهم استوديوهات التصوير التلفزي في تونس الى درجة أنها احتضنت تصوير واحد من أكبر وانجح البرامج التلفزية في الجزائر وهو «آخر كلمة»... كما احتضنت تصوير العشرات من البرامج والحصص التلفزية لقناة تونس 7، مثل منوعات السبت والاحد، وسهرات الاعياد الوطنية والدينية وكان من آخر محطاتها، برنامج «دار فاميليا» على قناة تونس 7 . وأنشأت أستوديوهات المكشر في اطار سياسة الدولة التي كانت ترمي الى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال السمعي البصري. وقد نشطت لفترة طويلة عملت خلالها مع الوكالة الوطنية للنهوض بالقطاع السمعي البصري التي توقف نشاطها هي الاخرى، بعد ان تمت اعادة هيكلة مؤسسة الاذاعة والتلفزة. وعموما تبقى هذه الاستوديوهات من مفاخر القطاع السمعي البصري في تونس التي يجب المحافظة عليها وانقاذها من الافلاس حتى لا يتكرر سيناريو استوديوهات «زيني فيلم» في سوسة التي أغلقت أبوابها وخسرها القطاع والبلاد.