عاشت مدينة الورود أريانة أمس الثلاثاء أجواء إحتفالية بانطلاق فعاليات /خرجة سيدي عمار/ في دورتها الثانية بعد أربع سنوات من الغياب ببادرة من الجمعية الثقافية لبلدية أريانة والمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالجهة من خلال عروض الانشاد الديني والسلامية والموسيقى الصوفية. وقد غصت الشوارع وسط المدينة بالمواطنين الذين تجمعوا أمام مقر بلدية المكان لمواكبة العرض التنشيطي لفرقة العيساوية التي جابت الشوارع الرئيسية الحبيب بورقيبة والطيب المهيري بأزيائها التقليدية رافعة الرايات الخضراء والحمراء وتواصلت مع الجماهير الحاضرة بتقديمها لوصلات من الانشاد الروحي والرقصات الصوفية قبل أن تتحول الى مقام الولي الصالح سيدي عمار المعروفي سلطان مدينة أريانة وقاهر الصليبين كما يصفه الاهالي لإحياء السيرة النبوية العطرة بالفضاء الخارجي للمقام . وتأتي /خرجة سيدي عمار/ لتعيد الى الاذهان موروثا ثقافيا وتراثيا ضاربا في القدم منذ حملة الصليبيين على مدينة أريانة سنة 1270 ميلاديا ومواجهة جموع المتصوفين بقيادة الولي الصالح سيدي عمار المعروفي لجيوش القديس لويس التاسع تلبية لدعوة المستنصر بالله الحفصي للجهاد ورد كيد الصليبين حيث قضى سيدي عمار شهيدا ودفن بأريانة في مقام دأب الاهالي على صيانته وتعهده باعتباره يمثل أحد أهم معالم المدينة والشاهد على تاريخها الحافل بالبطولات والأمجاد. وقدمت فرقة شعاع المديح للسلامية والموسيقى الصوفية بقيادة الشيخ زهير شعيرات عرضا للسيرة النبوية والمدح في خصاله الزكية الى جانب وصلات من الانشاد الديني والمولدية وسط حضور جماهيري مكثف أحاط بالفضاء الخارجي لمقام سيدي عمار للاستمتاع بالخصال المحمدية في أجواء لم تخل من الخشوع والتقرب من الله. وتتواصل فعاليات /خرجة سيدي عمار/ يومي 29 جوان و1 جويلية 2016 بعرض العزوزية لفرقة محمد فريد وعرض لعيساوية أريانة بقيادة الشيخ الجيلاني بن شقرة.
