أبو مازن لا أحد من أهل السياسة يستفيد من أخطائه فيحاول التأقلم مع آلام و آمال الشعب بل يتحيّن الفرص للإيقاع بخصومه التقليديين و الجدد. هم دوما على عجل من أمرهم ينتظرون الهجوم المعاكس كلما حدث طارئ أو ألمّ بأحد الخصوم حال لا يحسد عليه. فبعد مرزوق المتعجل و العجول و بعد الوزير جلول ها هو المرزوقي يطلق لسانه ثلبا في البرلمان وباقي هيئات الدولة. المرزوقي الذي ما زال يجمع قدرا من الاحترام لدى أوساط عديدة من الشعب التونسي و الذي لا يزال قدوة لعدد من القيادات الحزبية المنبثقة عن التأسيسي، ينحدر الى تصريحات لا تليق برئيس سابق يحترم شعبه واختياراته مهما كانت و أينما رحلت الأصوات يمينا أو يسارا. لقد كنا من أشرس المدافعين عن المرزوقي لمّا تعالت أصوات الاتهام ولاك الاعلام الفاسد تهما وأباطيل لا أساس لها من الصحة. من لا يذكر حديث القوارير والحمص (http://www.babnet.net/festivaldetail-75819.asp ) وكيف سعت غربان الاعلام الى تقزيم المرزوقي رئيسا ومن لا يذكر حديث القاروص (http://www.babnet.net/festivaldetail-123245.asp ) حين افتروا عليه وحاولوا بشتى الوسائل التقليل من شأنه رئيسا و خصما في الانتخابات ومعارضا بعد أن غادر الثورة. كنا نرى المرزوقي ولا زلنا على ذاك العهد، أيقونة للثورة التونسية (http://www.babnet.net/rttdetail-91192.asp ) لولا تتالي التصاريح الملخبطة والتيه في الكلام و الوقوع في مطبات المحاورين المغرضين. قد نتفهم كلام المرزوقي لرئيس الدولة الحالي ونجعله من باب رد المثل بالمثل رغم أن السياسة لا تؤخذ فيها بعين الاعتبار تصريحات الأفراد اذا خالفت مواقف المجموعات. سنقول أن غضب المرزوقي قد بلغ حدا أقصى فنقبل على مضض ما قيل في حق الأشخاص ولكن "البرلمان مسخرة" هراء لا يغتفر. ليعلم الرئيس السابق الذي ذاق طعم أصوات الشعب فحملته الى المسؤولية برهة من الزمن وكان رئيسا منتخبا لتونس رغم كيد الكائدين وتهكم المتهكمين. ليعلم المرزوقي الرئيس السابق الذي انخرط طواعية في حملته آلاف من الملاحظين والمراقبين و المشجعيين فانتشروا في كل مكان حتى لا يمرّ الطوفان أنهم لم ولن يقبلوا بمثل هذه الاهانة للبرلمان مهما كانت قراراته التي يخفي الاعلام أكثرها بل يبرز بعض التصريحات و الصور المنزوية للنيل من تمثيلية الشعب. البرلمان في كل دولة تحترم نفسها وتمارس حكما جمهوريا كالذي أمضيتَ على دستورها تُقبل فيها بنتائج الانتخاب فيُبني الوطن من موقع الحكم أو المعارضة بل يكونان صفا واحدا ساعة الشدة ويذودان عن مقدراته و ثرواته وترابه و سكانه كلما ألمّ به خطر محدق. البرلمان مهما كانت تركيبته وألوانها يمثل طيف الشعب الكريم الذي لازال صراحة لم يفهم الواقع السياسي بل هو رهينة الاعلام المغرض مهما نددت الخصوم بالتزوير وانتخاب الموتى والمال الفاسد والكسكروتات و و. ولكن هذه الترهات لا تمسّ في شيء أهمية انعقاد مجلسه وعلوية قرارات جلساته و ما صادق عليه من قوانين و قروض وميزانية. البرلمان يستدعي وزراء و مسؤولين للمساءلة فيتبيّن الناس الحال ويغنيهم عن السؤال وكلام القيل والقال. البرلمان يا رئيس تونس السابق لا يهان بمثل هذا الكلام لأنه ببساطة ستستجدي اصوات الناخبين في قادم الأيام و تسألهم التصويت لشخصك أو لحزبك او لتحالف قد تقيمه مع بعض التشكيلات السياسية بعد أن نعتهم بالحمق و البلاهة و عدم ادراك الحقائق التي أدى الى برلمان "مسخرة" على حد قولك. رئيسنا السابق اصرف عنك العجلة ففيها الندامة وتريث عند كل حديث وتصريح لعلك تحفظ جزءا مما جمعت لك الأقدار من أصوات. رئيسنا السابق لا تكن مرزوقا مستعجلا يطنب في التصريح و يميح الى التجريح ثم تراه تائها عن الطريق الصحيح، بل كن مرزوقيا ثابتا على حقوقيتك كما عرفك الناس صادق الاحساس لا يشتري بآلامنا قصرا وكرسيا على المقاس.