- أفاد وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، الخميس، بأن وكالة التعاون الدولي اليابانية ساهمت وشاركت منذ سنة 1977، في تونس، في إنجاز اكثر من 41 مشروع تنمية في البلاد، ومن بينها بالخصوص جسر رادس، والقطب التكنولوجي في برج السدرية، مشيرا إلى أن الدعم اليابانيلتونس لا يقتصر على الجانب المالي أو التقني، بل يبرز أيضا في العمل الهام والملحوظ منذ سنة 1975 من قبل المتطوعين اليابانيين في مجال التنمية في مختلف جهات البلاد. وأعرب في كلمة له بمناسبة افتتاحه مساء الخميس بمتحف باردو بالعاصمة، معرض الصور الفوتوغرافية الياباني، الذي ينتظم، في إطار الإحتفال بالذكرى ال60 للعلاقات الدبلوماسية التونسيةاليابانية، عن الأمل في أن يواصل "الأصدقاء والشركاء اليابانيون" تقديم دعمهم للجهود المبذولة في تونس خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخها ومن مسار انتقالها الديمقراطي، والإصلاحات الاقتصادية التي تقدم عليها، داعيا إلى أن تكون لليابان مشاركة رفيعة المستوى في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والنهوض بالاستثمار في تونس والمزمع عقده يومي 29 و30 نوفمبر القادم. وأضاف وزير الخارجية بأن البلدين يتفقان منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية، على مبادئ الاحترام والتعاون وفق قاعدة الربح المشترك، وأن الشعبين الصديقين يتقاسمان نفس القيم الكونية ويدافعان على مبادئ ميثاق الاممالمتحدة، مجددا التأكيد على مساندة تونس لانتخاب اليابان كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة، وذلك لقناعتها بالتزام اليابان بالنهوض بالتنمية والسلم والأمن الدوليين. وذكر بأن متحف باردو، الذي يشهد على ثراء المخزون الثقافي التونس، كان أيضا شاهدا على حادثة إرهابية جبانة في 18 مارس 2015، ذهب ضحيتها أكثر من 20 سائحا، من بينهم ثلاثة يابانيين، مجددا التعبير عن عميق الأسف لما حدث، والتأكيد على عزم تونس على مواصلة حربها ضد الارهاب بالتعاون مع المجموعة الدولية. وأشار خميس الجهيناوي في تصريح إعلامي على هامش المعرض، بأن اليابان كانت من أوائل الدول التي ساعدت تونس على المستوى المالي، وكذلك على مستوى إنشاء العديد من المشاريع، مبينا أن التعاون الثنائي شهد تراجعا نسبيا بعد 2011، وخاصة بعد الضربة الإرهابية في متحف باردو، وأن الطرفين يعملان حاليا على إعطاء دفع جديد للتعاون يشمل قطاعات مهمة بالنسبة لتونس، مثل التنمية المستدامة، ومشاريع البنية التحتية، والمشاريع الثقافية والتعليمية. من جهته، ثمن وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتي قال إنها "لم تتأثر بالتطورات الجيوسياسية، بل زادت عمقا"، حسب تقديره. وبين في تصريح إعلامي أن التعاون مع اليابان في المجال الثقافي يشمل بالخصوص الموارد البشرية، عبر تبادل الخبرات وكذلك التجهيزات، حيث أن اليابان يضم أكبر الشركات المصنعة للآلات الموسيقية وتكنولوجيات الصوت التي يمكن استغلالها في السينما والفنون المرئية والموسيقى والضوء. وأضاف أن "العلاقة مع اليابان يمكن أن تكون أكبر وأمتن، وأن تشمل تأهيل الدور الثقافية داخل البلاد، وتشجيع المبادرة الخاصة في القطاع الثقافي، وغيرها من النقاط الواجب تضمينها في برنامج تنمية واضح، ينجز بمجهود وطني، وأيضا بفضل دعم دولي. وأضاف محمد زين العابدين أن "تونس تزخر بالطاقات والكفاءات الثقافية، وثرية بموروثها الثقافي الذي يتعين التعريف به في اليابان، وهو ما يقتضي شراكة حقيقية واتفاقيات تعاقد مهمة لا بد من المضي فيها"، وفق تقديره. بدوره، أكد سفير اليابان في تونس، سوسومو هازيكاوا، عزم بلاده على مواصلة مساندة الجهود التونسية لمجابهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مذكرا بتصريح الوزير الاول الياباني المتعلق بعزم بلاده على تقديم الدعم إلى إفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة 10 مليار دولار لتنمية البنية التحتية، والتي تتجاوز ال30 مليار دولار، إذا ما تم احتساب الاستثمارات الخاصة. ويشمل التعاون التونسيالياباني، حسب السفير، إلى جانب مشاريع البنية التحتية والمشاريع العمومية، تنمية التبادل الثقافي والأكاديمي، مبينا أن بلاده على وعي تام بأهمية تونس على المستوى الدبلوماسي والإقليمي، خاصة بعد نجاحها في دمقرطة الدولة، وتدرك الصعوبات التي تعيشها اليوم، وفي مقدمتها بطالة الشباب والتفاوت بين الجهات. وأكد أن اليابان، وبالرغم من بعده الجغرافي عن تونس، على استعداد تام لمواصلة دعمه لتونس وإسناد جهودها". وذكر بالعملية الإرهابية التي ذهب ضحيتها 3 سياح يابانيين ضمن حصيلة تجازت العشرين شخصا، مثمنا "الجهود التونسية في مجال تعزيز الأمن وإجراءت السلامة". وأكد النائب بالبرلمان الياباني، كازونوري تاناكا، في كلمته، الاستعداد التام للاستجابة للمطالب العديدة التي تلقاها خلال زيارته ضمن وفد برلماني إلى تونس، بتعزيز العلاقات بين البلدين، معربا عن قناعته بأن متانة الروابط بين الشعبين الصديقين يمكن أن تكون منطلقا لمزيد تعزيز المستقبل المشترك بين الدولتين، والنهوض بعلاقات التعاون على كافة المستويات. أويضم المعرض المنتظم بمناسبة الذكرى الستين لإرساء علاقات دبلوماسية بين تونسواليابان، بمتحف باردو، تحت عنوان "نظرة على العالم المعاصر، فوتوغرافيا عصرية لليابان من السبعينات الى اليوم"، العديد من اللوحات الفوتوغرافية، يتعلق جزء منها "بالانسان كجزء من المجتمع" والآخر بالتحولات المسجلة في المجال العمراني في اليابان بالمدن والضواحي وكذلك في المناطق الطبيعية، والتي تعكس فترة النمو الاقتصادي في هذا البلد وبداية القرن ال21. وتم بالمناسبة تقديم عرضين موسيقيين، الأول ياباني، والثاني تونسي، من تقديم أمينة الصرارفي.