مذكرات سياسي في «الشروق» (5) رئيس الجمهورية السابق محمد الناصر ...هكذا قارعت الكشافة التونسية غطرسة الاستعمار    توزر ... الاستعداد لمجابهة الكوارث    إيطاليا تشطب 100 مليون دولار من ديونها على مصر    المنستير.. توفر 45 % من الإنتاج الوطني ..«عاصمة الباكورات» تستغيث    جندوبة ...مشروع سياحي يوفر 600 موطن شغل بقيمة 200 مليون دينار    ظل هاربا لثلاثة عقود: وفاة زعيم المافيا الإيطالية ميسينا دينارو    النيجر: فرنسا تعيد سفيرها وتسحب قواتها بالكامل    طقس اليوم: سحب قليلة بأغلب الجهات والحرارة بين 22 و33 درجة    رسائل القرّاء    مدينة «مساكن» تحقّق رقما قياسيا في حفظة القرآن : 1360 فائزا تحصّلوا على 60 ألف دينار    القيروان ...توقعات بمليون زائر في احتفالات المولد النبوي الشريف ... مشكل الإيواء يحرم الآلاف من المواكبة    رئيس المكتب السياسي ل «مسار 25 جويلية» عبد الرزاق الخلّولي ل«الشروق» سنتحوّل إلى «حزب الرئيس» ... ولو رفض سعيّد    القيروان: 9 قتلى في انقلاب شاحنة تقل مهاجرين غير نظاميين    اليوم: تشغيل أنبوب الغاز الطبيعي المرناقية- باجة- الدهماني    بعد 3 سنوات من الغياب ابن عادل إمام: والدي بخير    ماكرون: آمل أن تقترح الدول الأوروبية على تونس الاستعانة بخبراء ومعدات على سواحلها للتصدي ل'الحرقة'    رئيس الجمهورية يلتقي بعدد من المواطنين بشارع بورقيبة بالعاصمة    وقفة تضامنية مع رسام الكاريكاتير توفيق عمران    سيدي بوزيد: إصابة أكثر من 20 عاملة في القطاع الفلاحي في حادث مرور    الليلة: رياح شديدة بالمناطق الساحلية والحرارة تصل إلى 27 درجة    وفاة الصحفية والمناضلة درة بوزيد    النيجر تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الفرنسية    كرة قدم.. نتائج وترتيب الجولة 5 للمجموعة 2 من المحترفة 1    أريانة: حملة مراقبة صحية للمحلات المتخصصة في بيع الزقزقو والمكسرات    ميناء حلق الوادي يستقبل إحدى أكبر السفن السياحية بالبحر المتوسط    قراري بالتخلي عن تدريب قوافل قفصة "نهائي " ( شاكر مفتاح)    بطولة فرنسا (الجولة السادسة).. النتائج والترتيب    بطولة إنجلترا (الجولة السادسة).. النتائج والترتيب    سليانة: القبض على 3 شبان من أجل مسك وإستهلاك وترويج مواد مخدرة    شكاوى تطارد هواتف آيفون 15 برو.. ورد رسمي من أبل    عاجل/أثار جدلا كبيرا..توقّعات جديدة للعالم الهولندي..    تشغيل أنبوب الغاز الطبيعي مرناقية – باجة – الدهماني بداية من يوم غد الاثنين    وزير الشؤون الدينية يدعو إلى "التصدي للفساد وتقديم التضحيات حتى تستعيد تونس مكانتها"    تطاوين: قافلة طبية من ست اختصاصات تزور المستشفى المحلي بغمراسن وحصص توعية وتحسيس في اطار الاسبوع العالمي لامراض لاختلال التوازن    كرة اليد.. بلحارث يعوض الزوالي في مكارم المهدية    الصحة العالمية تطمئن: "لا أوبئة في ليبيا"    وزارة المالية تواصل الإقتراض المباشر من البنوك والمؤسسات المالية    شيرين عبد الوهاب تستغيث بالنيابة العامة مجدداً    الناصر الخليفي: "مبابي جزء من عائلة باريس سان جيرمان ويستحق الكرة الذهبية"    باجة: إنتاج الزقوقو يعرف استقرارا    هل ينجح منذر بن عياد رئيس لجنة الدعم في السي آس آس في جمع رجال النادي؟    ارتفاع عدد قتلى حوادث الطرقات بنسبة تجاوزت 17 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية    النادي الصفاقسي والترجي الرياضي كلاسيكو الكبار فلمن سيكون الانتصار؟    الفيضانات تتسبّب بهروب 70 تمساح على الأقل    «دريم سيتي» في العاصمة..مسرح و موسيقى و كوريغرافيا... وللأطفال نصيب    لأول مرة..مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح يجمع 4 مراكز فنون درامية و7 دول    عطلة المولد النبوي    صفاقس الكشافة التونسية تعقد مجلسها الجهوي    أكثر من 3 آلاف مخالفة في شهر    مسكينة تونس بعد 2011…عبد الكريم قطاطة    بدء الإعتدال الخريفي اليوم السبت    قبلي : انطلاق فعاليات الدورة 33 للمهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب    الرائد الرسمي: تسمية رئيس مدير عام الصيدلية المركزية ومدير عام الوكالة الوطنية للدواء ومواد الصحة    قابس: تقديم محاضرات وورشات تطبيقية خلال الأيام الطبية العسكرية 15    ثاني عملية من نوعها.. أطباء أمريكيون يزرعون قلب خنزير في جسد رجل (صور)    اليوم..بداية الاعتدال الخريفي    هام: دراسة حديثة تكشف حقائق مفزعة عن فيروس كورونا..    الصحافي الصغير يوسف باركالله: عمري 13 سنة وعندي 3 نواد للصحافة ومراسل عدة مجلات عربية وصاحب راديو مدرسي !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ نادرا ما يكرر نفسه خلافا لما هو شائع, لكن
نشر في باب نات يوم 14 - 02 - 2003

فرنسا تحاول اليوم أن تفعل بأمريكا على صعيد التعاطي مع العراق ما فعله بها الأمريكيون على صعيد التعاطي مع مصر عام 1956م ففي عام 1956م وقفت أمريكا في عهد إدارة الرئيس الجريء أيزنهاور ضد ثلاث دول حليفة لها هي فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بسبب طريقة تعاطيها مع نظام عبدالناصر بعد تأميم قناة السويس, فلم تستطع واشنطن أن تمنع العدوان الثلاثي على مصر لكنها واجهته سياسيا ودبلوماسيا وبضغوط هائلة وتمكنت من وضع حد له وإرغام الدول المشاركة فيه على وقف خططها ضد النظام المصري وسحب قواتها من هذا البلد, وسقطت حكومتا بريطانيا وفرنسا نتيجة هزيمة السويس هذه ودخل الأمريكيون بقوة إلى الشرق الأوسط وحل النفوذ الأمريكي محل النفوذ التقليدي البريطاني - الفرنسي واليوم تقف فرنسا بكل ما لديها من نفوذ وقدرات سياسية ودبلوماسية ضد الحرب الأمريكية في العراق وتعمل على إقامة تحالف داخل مجلس الأمن وخارجه لمنع هذه الحرب ومعالجة المشكلة العراقية سلميا بإشراف مجلس الأمن ومن دون تغيير نظام الرئيس صدام حسين لكن المشكلة الكبرى التي تواجهها فرنسا حاليا هي أنها تستهدف بتحركاتها وجهودها هذه ليس فقط تسوية أزمة إقليمية بالوسائل السلمية من خلال منع ضرب العراق, بل إنها تستهدف أيضا وخصوصا, ولو بصورة غير معلنة, منع إدارة الرئيس بوش من تطبيق إستراتيجية طموحة متعددة الجوانب تشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها وليس لها سابقة منذ أكثر من ثلاثين عاما فتغيير النظام العراقي, في تقدير واشنطن, هو مجرد مدخل إلى تغيير الأوضاع في المنطقة ككل, والاستراتيجية الأمريكية تسعى بوجهها "المشرق المعلن"" إلى إقامة عراق جديد مسالم تعددي وتعزيز الديمقراطية والانفتاح السياسي في المنطقة وتسهيل معالجة الأزمات والمشكلات القائمة, ولكنها تسعى بوجهها الحقيقي غير المعلن إلى تقوية النفوذ الأمريكي المهيمن في هذه المنطقة وتغيير طبيعة العلاقات مع عدد من الدول العربية بما يؤمن مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل وتعزيز قدراتها على التأثير على مجرى الأحداث بما يتلاءم مع حسابات ومخططات واشنطن.
من هنا أن مهمة فرنسا أكبر من طاقاتها وقدراتها. فالنيات شيء والأعمال شيء آخر وصحيح إن الدول العربية تفضل أن ينتصر "الخيار السلمي الفرنسي" ويسقط "الخيار الحربي الأمريكي" لكن كل ما تستطيع أن تفعله الدول العربية في ظل موازين القوى والمعادلات في المنطقة وفي الساحة الدولية بل في ساحة الحلفاء الغربيين, هو أن تتمنى نجاح الجهود السلمية الفرنسية لكنها لن تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك وتشكل تحالفا عربيا - فرنسيا - ألمانيا مدعوما من بعض الدول لمواجهة التحالف الأمريكي - البريطاني ومن يدعمه.
الأزمة الدولية الحالية المتعددة الجوانب سواء على صعيد العلاقات الأمريكية - الفرنسية - الألمانية أو على صعيد الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي ليست لمصلحة نظام صدام حسين,ولو تصور الرئيس العراقي عكس ذلك, من جهة لأن التصميم الأمريكي على الحرب وإسقاط النظام أقوى من أية حسابات وتحالفات, ومن جهة ثانية لأن هذه الدول المتخاصمة حول العراق هي في النهاية دول حليفة تجمعها مصالح وروابط حيوية متعددة مما يفتح أبواب التوافق والحلول الوسط بينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.