أبو مازن جديد قانون التوبة ... أنّها كانت مجرد كذبة، ابتدعها اعلام العار في غفلة من أهل الدار. فترسانتنا القانونية و فصولنا الدستورية، لا تسمح بفسحة لمنتسبي العصابات الارهابية. بل هي زنزانات و سجون في الانتظار، و أحكام عسكرية نافذة و نعم القرار. عُدّة أعدّها نظام الجمهورية الثانية الجديد، قطب قضائي و قانون خاص و فرق مختصة للارهاب العنيد. فان أتوا من بهو المطار أو تسللوا عبر دول الجوار فأنيابنا حتما ستنهشهم باستمرار. اذن لماذا كذبوا هذه الكذبة، و من يرغب في تفخيم الكربة؟ اعلم أنّه اذا انجلت غيوم الارهاب، فماذا يلوك اعلام العار الكذاب؟ أيحدثكم عن الفساد المستشري في البلاد والرشوة التي نالت من جيوب العباد. أتراه يحدثكم عن برنامج اقتصادي ينقذ الدولة و هو الغبي الأحمق صاحب الصولة. أتعنيه تنمية في حضر أو ريف بل يشتد عطاؤه الاعلامي لكل حيف وزيف. ان فاتت الأفراح و الزردة و العطل، فاعلامنا فارغ ركيك الى حد الملل. حتى الرياضة لم يعد يتقن نقلها باجتهاد فخلّفت النار بعد تألقٍ أكداس الرماد. لقد أفحم عبّو جوقة اعلام الحوار بالأمس حين سأل: من تحدث من السياسيين عن التوبة لو كنتم تصدقون القول؟ بدأت الحكاية قبل استشهاد البطل، حين استدعي من قيل أنه تائب فتنطلي الحيل. اعلام العار أتى به أول الأمر ليعبث بالأوراق ويوفّر فرصة للارتداد وعودة السراق. تلت تلك الحلقة لغط عن صلوحية "توبته" وظهوره في الاعلام ثم لخبطة اذا اشتدت الحرب في أرض الشام. ولمّا سقطت حلب بأيدي الفرس و الروس، تنبؤوا لعودة الارهابيين وتنبؤوا بحرب ضروس، قد تقدم علينا من أي باب و في أي حين، وكأنّ الجمهورية الثانية الوليدة في وضع مهين. ثم دقّوا طبول البلبلة و الارباك وخرجت مسيرات "القبة" لتسبّ النهضة و الترويكا و التيار والحراك. ذلك هو الأمر المنشود و بيت القصيد، الثورة المضادة لا زالت تستعر رغم التشريد. لهؤلاء يبقى مثال بنقردان هاجس مخيف، يقطع عنهم الماء والهواء والرغيف. حين التحم الجيش والأمن بالمواطن البسيط، ليضربوا ضربة رجل واحد ذلك الارهابي العبيط، الذي خطط وفكّر فقتل كيف قدّر، ليعتبر غيرهممّن تسوّل له نفسه بالغدر. ولاستعلاماتنا نجاحات رغم الجراح وقد كاد لنا الارهاب فساعد في تعجيل نحره قبل انبلاج الصباح. فلا تسمعوا لاعلام العار كلاما ولا ترديدا، فهو مروج حديث الأنفاق والتوبة و غيرها من الأراجيف التي جوّدها تجويدا. بعد أن نمّقها بخبراء الغلبة و محاميي الشيطان، فيهلع المواطن و يخشى ما لم يكن في الحسبان. هذه بلدان متقدمة شرقية وغربية تحت نير الارهاب والتفجيرات، توحّد فيها الشعب مع الاعلام مع الدولة لدرء الشبهات. لا يأخذنّكم اعلام العار كما كان يفعل من قبل، فالكاذب كاذب ولو تنمّق بعد عثرات بحسن القول و الفعل. أولاد المخلوع تفرقوا على القنوات، قدموا ما شئتم من الأراجيف فعلامتكم لا يخفيها ديكور جميل ولا ألوان الشاشات.