في اليوم الاول من كل شهر أفريل تعودنا على المزاح ببعض الاخبار غير الصحيحة تحت يافطة "كذبة افريل" (أو "سمكة" أفريل).. وفي كثير من الاحيان كنا كثيرا ما نحول أمنيات بعضنا إلى "خبر".. وفيما بعد يتضح أنها "سمكة" أفريل.. ففي المعاهد والمدارس والجامعات تتعلق "الكذبة السمكة" غالبا بالامتحانات والعطل أو بتطورات علاقة فلان بفلانة.. وفي المؤسسات تشمل "الكذبة" زيادات خيالية في الاجور.. وتخفيضات "لا تصدق" في الاسعار.. وبترقيات وتسميات.. لا علاقة لها بقسم الموارد البشرية.. و"الداف" (DAF) وفي بعض الاوساط الصحفية والفنية والثقافية والمالية تروج اشاعات أكبر وأخطر عن وفاة شخصية عالمية أو افلاس فلان.. أو ترقية مثقف وتعيينه في وظيفة "سامية" جدا..؟؟ باختصار يمكن الانطلاق من ظاهرة "المزاح الكاذب" مطلع شهر افريل لفهم بعض تمنيات الجمهور.. وتطلعاته.. ومطالبه الاجتماعية والسياسية.. لكن لماذا اختفت "كذبة افريل"؟ هل لأن الناس توترت اعصابهم ولم يعودوا يقبلون بسهولة المزاح.. والهزل..؟؟ أم لان كل "المطالب والتمنيات" تحققت.. ولم يعد يوجد مبرر لتمريرها في شكل "سمكة" افتراضية؟؟ أم لأن من غرائب هذا الزمن العجاب.. أنه لم يعد يفرق بين الصادق والكذاب.. وأصبح الصدق عملة نادرة طوال العام.. والكذب قاعدة المعاملات سائر الايام..؟ إن صح هذا التقييم المزعج والمقلق.. وتأكد انتشار "الكذب المفلّق".. فلم لا تستبدل "كذبة أفريل" السنوية.. بشعار "لحظة صدق" مناسباتية؟