- ( من دفاتر ذاكرة كاس امم افريقيا 1998 يرويها زهير الوريمي ) - في طقس جمع بين الحرارة والرطوبة من يوم 21 فيفري 1998 وفي حضور جمهور فاق عدده 35 الف متفرج بملعب 4 اوت بالعاصمة البوركينية واغادوغو انطلقت المباراة بين المنتخب التونسي ونظيره البوركيني في اطار الدور ربع النهائي لكاس امم افريقيا 1998 على الساعة االخامسة بالتوقيت المحلي وهي المقابلة الابرز الى حد الان في تاريخ المواجهات بين المنتخبين . الرهان يومها كان صعبا. المباراة مع منتخب البلد المنظم . حلم المنتخب المحلي بدا يتزايد في تخطي محطات جديدة على درب تصفيات المرحلة النهائية تحت مدرب يلقب بالساحر " فيليب تروسيه " في اول نهائيات افريقية تنظمها بوركينافاسو. المدرب هنري كاسبارتشاك الذي يعيد التجربة مع منتخب النسور في نهائيات دورة بوركينا فاسو 1998 بعد ان بلغ مع المنتخب الوطني الدور النهائي مع منتخب جنوب افريقيا البلد المنظم عام 1996 كان يامل يومها في تجديد تالق المنتخب رغم التحويرات التي عرفها الفريق شانه في ذلك شان بقية اعضاء الوفد التونسي الذي تراسه العضو الجامعي محمد العلاني . وضمت قائمة المنتخب الوطني في صفوفها ثلاثة محترفين وهم الحارس علي بومنيجل (باستيا الفرنسي) واللاعبين زبير بية ومهدي بن سليمان ( فرايبورغ الالماني). اختار هنري كاسبارتشاك يومها ان يعتمد طريقة لعب دفاعية حذرة معولا على 7 لاعبين ذوي نزعة دفاعية حيث عول الى جانب بشير السحباني على الثلاثي خالد بدرة وسامي الطرابلسي وتوفيق الهيشري مع التعويل على سيراج الدين الشيحي ورياض البوعزيزي وقيس الغضبان في خط الوسط الدفاعي... وتكونت التشكيلة الاساسية من الحارس علي بومنجيل وخالد بدرة وتوفيق الهيشري وسامي الطرابلسي وبشير السحباني وسيراج الدين الشيحي ورياض البوعزيزي وقيس الغضبان وحسان القابسي ومهدي بن سليمان وزياد التلمساني. وكان الانطباع يومها ان المنتخب سيلعب بنزعة دفاعية مع البحث عن بعض المرتدات لاحداث المفاجاة... نزل المنتخب البوركيني مندفعا وسط صيحات واهازيج تشجيع جمهوره وضغط منذ البداية مستغلا التمركز الدفاعي للمنتخب التونسي في مناطقه . صنع المنتخب التونسي بعض المحاولات الهجومية وصمد دفاعه "المدجج " بترسانة من اللاعبين الى حد الدقائق الاخيرة من الشوط الاول لكن صافرة الحكم الموريسي ليم كي شونغ بالاعلان عن ضربة جزاء للفريق المحلي في دقيقة 45 كسرت صمود الدفاع التونسي ووضعت حدا لموقف التعادل بين المنتخبين ونفذ "كاسوم وادراغو" المحترف في المانيا والملقب ب"زيكو" ضربة الجزاء بنجاح ليجعل منتخب بلاده في موقف متقدم 1- صفر . في الشوط الثاني دفع هنري كاسبارتشاك الذي يساعده علي السلمي بثلاثة لاعبين خلال عشرين دقيقة( من د46 الى د66 ) بحثا عن تعزيز الخط الامامي وتنشيط وسط الميدان فاشرك زبير بية مكان بشير السحباني ثم رياض الجلاصي مكان المهدي بن سليمان وفوزي الرويسي مكان زياد التلمساني ... نشط الخط الامامي للمنتخب وبرز بالخصوص حسان القابسي السريع بتسرباته من الرواق (وكان يعرف فترة انتعاش قصوى في "كان" 1998 ) وقد تمكن من تعديل الكفة 1/1 من بناء هجومي بداه منسق الالعاب زبير بية في وقت كان فيه جمهور العاصمة البوركينية يستعد للاحتفال بالفوز لكن هدف حسان القابسي فرض على لاعبي المنتخبين الالتجاء الى وقت اضافي لم يغير شيئا في النتيجة 1/1 ليتم المرور الى ركلات الترجيح ... تواصل السجال في تنفيذ ركلات الترجيح بشكل مشوق ... تصدى الحارس بومنيجل لركلتي جزاء . ولم تحسم سلسلة الركلات الترجيحية الا في الركلة العشرين والعاشرة من جهة المنتخب التونسي عندما اخفق سامي الطرابلسي في تنفيذها حيث لم يجد الحارس البوركيني ابراهيما ديارا اية صعوبة في التصدي للكرة لينتهي حوار ركلات" الحظ" بتقدم منتخب بوركينا فاسو 7/8 ووقف حلم نسور قرطاج عنذ ذلك الدور... تابع جمهور ملعب 4 اوت يومها عشرين ركلة جزاء ترجيحية سجل منها المنتخب المحلي 8 واخفق في اثنتين بينما توفق المنتخب التونسي في تسجيل 7 واخفق في ثلاثة ) . وابتسمت الركلات الترجحية في الاخير لمنتخب البلد المنظم . توفق كل من فوزي الرويسي وخالد بدرة ورياض البوعزيزي ورياض الجلاصي وحسان القابسي وقيس الغضبان وتوفيق الهيشري في تنفيذ ركلات الترجيح بينما اخفق كل من سراج الدين الشيحي وزبير بية وسامي الطرابلسي.... واليوم بعد 19 سنة يتجدد السيناريو بين المنتخبين في ربع النهائي من دورة الغابون 2017 على ارض محايدة في العاصمة الغابونية ليبيرفيل والمدرب هنري كاسبارتشاك العائد الى المنتخب بعد قرابة 20 سنة قد عزز رصيد الخبرة لديه واكتسب تجربة طويلة في نهائيات كاس الامم الافريقية وبدا اكثر حكمة ومرونة في التعاطي مع الخيار التكتيكي وقد توفرت له بدائل هجومية عديدة وارتفع عدد المحترفين في المنتخب ما ساعد على اقرار نوجه هجومي في فكر المدرب الوطني واضفاء نزعة هجومية اوضح على اداء وتركيبة المنتخب التونسي وتامل جماهير كرة القدم التونسية ان يحسم الحوار الجديد بين منتخبي تونس وبوركينا فاسو لصالح المنتخب التونسي.