فعل مهند بحدة التونسية .. ما لم يفعله بنور التركية ... وحدة هذه فتاة صغيرة طيبة و مراهقة ... تشتغل في منزل احدى العائلات في سوسة... لتساعد عائلاتها في الشمال الغربي... تعرفت على مهند عبر التلفزة... وأدمنت على مسلسل نور...حتى صارت تعيش أحداثه ومع أبطاله... وصارت ترى التلفزة مجرد شباك يطل على غرفة أخرى ... ولم تعد تشعر بالمسافة بين تونس وتركيا... صار مهند قريبا منها تحس به ... تدخل حياته يوميا .. وتتفاعلوتحس وتنفعل وتتأثر ... بما يحدث له في المسلسل ... ...وصار موعدها مع مهند في التلفزة موعدا غراميا ثابتا ومقدسا وأكيدا وضروريا... ودخلت البنية حدة في حالة نفسية معقدة... تجعلها تعيش في تركيا ... ساعة في اليوم ... دون أن تتحرك من سوسة...حيث لا يبقى منها هنا ساعة بث مسلسل نور...سوى جسدها... طعنوه فداخت!! عقلها في مهند .. وروحها في مهند... واحساسها مع مهند... ..وفجأة في حلقة الأربعأء... تعرض مهند ...في المسلسل ... إلى طعنة بسكين ... وسقط جريحا ينزف...أمام عيون حدة... !!...ونسيت حدة أنها في سوسة...وأن مهند شخصية في مسلسل ...وأن ما تشاهده خيال... نسيت كل ذالك ... وصرخت وولولت... ودخلتفي حالة هستيريا وفجعة وصدمة...ثم غابت عن الوعي.. !! وفزعت العائلة التي تشغلها ... وتم استدعاء الطبيب ونقلت إلى المستشفى بسوسة ...ووجدها الأطباء مصدومة... ,أعصابها مهدودة...وتم علاجها...ومحاولة اخراج مهند...من قلبها وخيالها... وقال أحد الأطباء أنها ليست الحالة الوحيدة ... بسبب مهند... فحدة هي واحدة من ضحاياأخرين... في تونس... مسكينة حدة تلك هي قصة حدة ... ليست من تأليفي أو من خيالي ... بل حادثة حقيقية وواقعية ... نقلت تفاصيلها بأمانة من سوسة ... عن العائلة اللتي تشغل حدة ... نتمنى الشفاء العاجل للأنسة حدة ... التي تلازم الفراش حاليا ...أي حدة ثلاثة حروف و مخدة... ... نتمنى لها الشفاء من مهند ... هذا الوهم الفارغ الذي عطل عمل عقلها ... وسلب وعيها ... فلم تدرك أن رقته ورومانسينه و لطفه ووفائه و كرم قلبه... وطيبته ونقاءه...وكل صفاته الفاضلة...هي من تأليف مؤلف المسلسل ... وأن نجوميته وأناقته وحضوره... ولباقته و قصته ووضعيته... ووسامته وإطلالته... وإشراقة ملامحه ... كلها مواصفات ... اختارها له وركبها فيه... البحث عن مهند أما خارج الشاشة في الواقع ... فمهند عادي أو أقل ... ليس مثاليا ... كما كتب المؤلف ... وليس كاملا كما قرر المخرج ... وقد لا يملك حتى نصف تلك الصفات ,...والمواصفات ... وهو ليس مهند الذي تحبه و تعشقه... بل شخص أخر تماما في الواقع... بدون المخرج و المؤلف والكاميرا ... وإذا كانت مثل ألاف غيرها... تتتمنى رجلا مثل مهند... فعليها أن تتمناه بالضبط ... وليحبها ويعشقها ... أمام الكاميرا فقط .. وبتعليمات من المخرج فقط... قلبي على حدة ومعها... فهي ضحية التخلف ... وتجار الفن... والرداءة والتفاهة والسخافة.. سمير الوافي Autres articles de Samir El Wafi