- بعد الإعلان في 2 جوان المنقضي عن طلب عروض دولي ثان لاختيار مستثمر ينجز المرحلة الثانية من مشروع تبرورة نظمت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس "تبرورة" بالاشتراك مع الولاية والبلدية اليوم السبت ملتقى إعلاميا حول آفاق إنجاز المشروع بحضور مجموعة هامة من المستثمرين التونسيين والأجانب المعنيين بالإنجاز. وقد حضر الملتقى مسؤولون عن شركات استثمار من عديد الدول على غرار إيطاليا واسبانيا وفرنسا والسعودية وكوريا الجنوبيةوالصين التي مثلتها خمس شركات استثمار كأكبر حضور دولي سجل في الملتقى. وزار هؤلاء المستثمرون قبل انطلاق أشغال الملتقى موقع المشروع وتعرفوا على ما يوفره من مخزون عقاري هام يقدر بحوالي 420 هكتار ويمتد على شريط ساحلي على طول 6 كيلومتر من وسط المدينة الى مسرح سيدي منصور. وشدد رئيس بعثة المساعدة الفنية لشركة تبرورة عن البنك الأوروبي للاستثمار " جيرار لو بيهان" في مداخلة قدّمها في ختام الملتقى على ضرورة إيلاء مسألة النفاذ إلى منطقة المشروع الأهمية التي تستحق من خلال إيجاد المواصلات التي تضمن التواصل بين المشروع وبقية مكونات المنظومة الحضرية لمدينة صفاقس، مؤكدا ضرورة الاهتمام كذلك في الإنجاز على الجانب الحضري وعلى انتظارات أهالي صفاقس من المشروع من الشواطئ وغيرها من المرافق الترفيهية والحضرية. وبخصوص مراجعة قيمة العقار التي تم تداولها سابقا كحل من الحلول التي يمكن ان تحفز المستثمرين وتشجعهم على المشاركة في طلب العروض كان الرئيس المدير العام لشركة "تبرورة" محمد لخضر القاسمي أكد في تصريح سابق لمراسل (وات) بصفاقس أنه تمت المحافظة على القيمة المحددة سابقا من طرف كتابة الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية على ان يفسح المجال للمستثمر لتقديم عرضه ومقترحاته. وللتذكير فان قيمة العقارات المشمولة بحوزة المشروع والمساوية ل420 هكتارا كانت قدرت بمليون و161 الف دينار. وسيكون آخر أجل لتقديم عروض المستثمرين يوم الجمعة 15 سبتمبر القادم لتشرع إثرها لجنة سيتم تشكيلها للغرض في عملية فرز العروض وتقييمها. وينتظر أن يفتح مشروع تبرورة الذي مكن في قسطه الأول من إزالة التلوث البحري ومصالحة المدينة مع شواطئها المجال رحبا أمام تحقيق حلم الجهة في إنجاز منشآت عمرانية وسياحية ومؤسسات خدمات وتجارة وترفيه متطورة بحسب تعبير الرئيس المدير العام للمشروع لخضر القاسمي لدى تقديمه المشروع للمستثمرين. وأفاد القاسمي في تصريح لمراسل (وات) على هامش الملتقى أن ما لا يقل عن 42 مستثمرا سحبوا كراس الشروط المتعلق بإنجاز المرحلة الثانية من المشروع منهم 22 مستثمرا أجنبيا يمثّلون عديد الدول على غرار الصين وفرنسا وبلجيكا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها. وقال والي صفاقس سليم التيساوي ان كل الأطراف وفي مقدمتهم الدولة ساعية إلى توسيع دائرة مشاركة المستثمرين في تقديم العروض الخاصة بإنجاز المرحلة الثانية من المشروع في إطار الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص مؤكدا أن ذلك يقوي حظوظ تجسيم المشروع الذي لن يكون مجرد حلم بحسب تعبيره. وبيّن أهمية المشاريع الموازية التي التزمت بها الدولة في إطار الإجراءات المصاحبة لمشروع تبرورة وما ستوفره من فرص للارتقاء بأوضاع المناطق والأحياء المجاورة لمنطقة المشروع. يذكر أن من أبرز هذه المشاريع مشروع مدخل شمال جنوب مدينة صفاقس الذي تم الاعلان عن طلب العروض خاص به منذ نحو شهرين ويخول النفاذ الى منطقة "تبرورة" ويفضّ إشكالية الاكتناف وفك العزلة عنها، والاعلان عن طلب عروض العروض لدارسة الجدوى لمشروع الميترو والتي ستخول بدورها التواصل بين المدينة وفضاء المشروع عبر مكون محطة النقل متعددة الأنماط التي يتوقع أن تعوض محطة الأرتال الحالية. وقد تضمن برنامج الملتقى سلسلة من المداخلات التي أبرزت مختلف المزايا والامتيازات التي يوفرها مشروع تبرورة من زوايا متنوعة من بينها المزايا الطبيعية والاقتصادية والمنظومة التشريعية المشجعة على الاستثمار والمشاريع المنجزة من الدولة في محيط المشروع والداعمة للبنية الأساسية والتنمية المستديمة للمنطقة.