نصرالدين السويلمي منذ سنوات وسيغما تستعمل هذا الرقم في بناء شبكة من المعطيات المشبوهة في منهجيتها والمشبوهة في وجهتها ، حيث ترفض الشركة تقديم التفصيلات الضافية حول طريقة عملها كما ترفض الخوض في حزمة القوانين التي مكنتها من أرقام الهواتف التي باتت تعد بمئات الآلاف إن لم نقل بالملايين ، تمضي هذه المؤسسة في استفزاز المواطنين إلى حد غير معقول ، فقد تجاوزت إزعاج الناس من خلال مهاتفتهم باستمرار "وصلت الى عدة مرات في الأسبوع الواحد" ، إلى الاستعمال المشين لرأي التونسيين ، حيث دأبت المؤسسة المذكورة على الاتصال بالمواطنين ثم سرعان ما تقطع الخط ، وعندما يعيد المواطن الاتصال لا يجد من يرد عليه ، تأويلات عديدة رافقت هذه الواقعة لعل أبرزها أن المؤسسة وحين يعاود المواطن الاتصال تكون قد حققت مرادها وتحصلت على صوته الذي ستوظفه وفق أجندتها ولا حاجة إذا الى إجابته والتفاعل معه ، التأويل الذي ذهب إليه العديد حاولت بعض الشخصيات العاملة في سيغما تفنيده مدعية ان "السيستام" يفرض ذلك !!! دون تقديم أي تفصيلات أخرى ، هكذا على المواطن ان يتحمل الإزعاج ويتحمل فرضية توظيف رأييه بخلاف ما يريد لان المؤسسة ليس لها الوقت ولا الرغبة في وضع التونسيين أمام حقيقة ما يحدث ، والأرجح ان سيغما لم تتقاعس عن تقديم الصورة الصحيحة بقدر ما اختارت الهروب الى الغموض فهو الملاذ الوحيد "الآمن" الذي يمكّنها من فرض خيارها وخدمة "حرفائها" بالطريقة الأفضل ، خاصة في غياب القوانين الصارمة التي تنظم قطاع سبر الآراء ، ولربما توفرت القوانين في الرفوف ، لكن المشرّع يتغاضى عن لجم هذا العبث لغاية في نفس القوى النافذة . انه من اشد أنواع الاستهتار بالشعب ، ان يتم تجاهل كل تلك الأصوات الرافضة لسياسة سيغما وترفض الجهات المختصة التفاعل مع آلاف الاحتجاجات ، في حين تهرع إلى فتح الملف حال تسجيل احتجاج من قناة التاسعة !!! دولة تهتم بالخلاف حول أولاد مفيدة أكثر من اهتمامها بأولاد الشعب ، ثم دولة تهتم بالخصومة بين الفهري وبن غربية أكثر من اهتمامها بالتحايل على جموع التونسيين ، هي دولة تستمطر الفشل وهي مُدركته إن لم تتدارك .