- أطلق قطب الجريد "المركب الصناعي والتكنولوجي بتوزر"، منذ نحو سنة، مبادرة لإحداث قطب أخضر، على مساحة 100 هكتار، يختص في الطاقة الشمسية وبإمكانه استقطاب مستثمرين تونسيين وأجانب لإنجاز مشاريع في الطاقة الشمسية محاذية للمحطة الفولطوضوئية التي تنجزها الشركة التونسية للكهرباء والغاز بطاقة انتاج قدرها 20 ميغاواط، حسب ما أفاد به، اليوم الجمعة، الرئيس المدير العام للقطب، نضال الهادفي. وذكر الهادفي، في تصريح لمراسل (وات) بالجهة، أن المشروع، الذي يرمي الى احداث فضاء متكامل للاستثمار الخاص في مجال الطاقة الشمسية، لم تنطلق دراساته الفنية بعد بسبب اشكال عقاري يتمثل في عدم تحويل العقار لفائدة القطب إلى الآن، إلى جانب أن ملف المشروع لايزال تحت أنظار وزارتي الطاقة والمناجم وأملاك الدولة والشؤون العقارية. وبيّن الهادفي أن للقطب الأخضر، الذي يعد من التجارب الناجحة في مجال تصنيع الطاقة الشمسية في عدة بلدان منها المغرب، مزايا عديدة حيث بإمكانه استيعاب 4 مشاريع كبرى في الطاقة الشمسية وفق الأهداف المرسومة إضافة الى أهميته في مجال البحث والتكوين وتطوير التجارب في هذا المجال الواعد. وأضاف أن المشروع لاقى تجاوبا من مستثمرين تونسيين وأجانب، من ذلك اهتمام شركة فرنسية تعد المنتج الأول للطاقة الشمسية في فرنسا بإحداث مشروع في اطار القطب الأخضر وقامت بتقديم ملفها الى السلط الجهوية، حيث ستقوم بتركيز محطة للطاقة الشمسية بطاقة انتاج قدرها 20 ميغاواط وأخرى لطاقة الرياح بطاقة انتاج في حدود 30 ميغاواط بحجم استثمار اجمالي يناهز 150 مليون دينار، لافتا الى أن المشروع سيسمح بإحداث 200 موطن شغل في مرحلة الإنجاز وما بين 60 و70 موطن شغل في مرحلة الاستغلال إلا أن المستثمر لم يحصل الى الآن على شهادة الكراء الضرورية للانتصاب. وعبّر رئيس مدير عام القطب عن أمله أن تقوم المصالح المركزية بتذليل الاشكال العقاري لتحويل الأرض الى القطب، فرغم سماح القانون الجديد لوزارة الصناعة والطاقة والمناجم بتمكين القطاع الخاص من انجاز مشاريع في مجال الطاقة الشمسية فإن التزام المستثمر بالاستظهار بشهادة كراء الأرض هو ما يعطل انجاز المشاريع في ولاية توزر نظرا إلى أن المخزون العقاري المتوفر بالجهة على ملك الدولة. وأشار الى أنه القطب أبرم في اطار اهتمامه بمجال الطاقة الشمسية اتفاقية في الأيام الأخيرة مع عمادة المهندسين ومع المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس ومثيلتها في المنستير بغرض احداث مركز نموذجي للطاقة الشمسية بالتعاون مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر يسمح للباحثين التونسيين والشركاء في أوروبا بإنجاز تجاربهم على نماذج من الطاقة الشمسية في الجهة سيما وأن الخصائص الطبيعية في الجهة تسمح بذلك. وأضاف أن عددا من الصناعيين من فرنسا وألمانيا عبّروا عن اهتمامهم بإنجاز محطات نموذجية في توزر لتجربة التكنولوجيا الحديثة المعتمدة في مجال الطاقة الشمسية وهي فرص تساهم في جعل الجهة قطبا لإنتاج الطاقة الشمسية، وفق تقديره.