نصرالدين السويلمي مع اقتراب عيد الاضحى المبارك شرعت بعض النخب العربية المعروفة بمشاكلها المزمنة مع هوية الأمة ، شرعت في الطعن على شعيرة العيد وعبرت عن انزعاجها من طريقة الذبح التي اوصى بها الاسلام ، منهم من اكتفى بالإنكار على المسلمين ومنهم من تخلص من الاحتجاجات السلبية وقدم توصيات اكد من خلالها جواز الاستذكار والتامل في هذا اليوم دون الانخراط في عملية الذبح ، ومنهم من ادعى ان ما يحدث في عيد الاضحى او مناسك الحج ليس الا وثنية وجب التخلص منها فورا . لا يمكن القول بغلبة اصوات الطاعنين على مناسك الامة والجاحدين شعيرة عيدها الكبير بل يمكن الجزم انها اقلية نشاز ما كان لها ان تبرز لولا احتكارها لمنصات الاشهار واحتكامها على المال الوفير الذي من شانه التغطية على فظاعات المجموعات الانسلاخية واقترابها من النخبة الحاكمة الى حد التماهي ، لكن الغريب انه ومرة اخرى "تبرز" النخب التونسية المنفصمة اكثر من غيرها حين يتعلق الامر بهتك المقدس والولوغ في الثوابت ، فبعد "نجاحها" في اقناع رئيس الجمهورية بان إبطال مفعول القرآن الكريم في آيات الارث يمكن ان ينمي ارصدة الحزب الانتخابية ويعيد الثقة للمتراجعين والمترنحين ، ها هي تسعى الى مشاعبة شعيرة عيد الاضحى والبحث عن منافذ لطمسها ، صحيح ان عتاة الاستئصال مازالوا يتأهبون ولم يدخلوا المعركة بثقلهم لكن غلمانهم ولجوها بشكل مبكر ، وطالبوا بتوقيع عريضة وطنية تحول دون المساس بالثروة الحيوانية والاساءة اليها ، واخرى تجرم الذبح بالطرق المتعارف عليها واستشهد بعضهم بدول اوروبية منعت الذبح قبل الصعق ، مؤكدين انه وان تعذر منع الذبح الهمجي فلا اقل من فرض الصعق قبل الذبح . الملفت انه وبالعودة الى صفحات بعض النشطاء الذين سبقوا اربابهم في الغمز واللمز ، وجدناهم يباركون ذبح الشعب السوري دون بسملة ، بل قتل الاطفال بطريقة الخنق عبر الكيمياوي ، وجدناهم يتالمون من ذبح الخرفان ويهللون لذبح الانسان ، تلك شرذمة لا يهمها الخروف على اي شاكلة ذبح واكل ، بل يهمها ان تختفي شعيرة عيد الاضحى الى الابد وتتخلص تونس من دينها عبر افراغه من خصائصه ، والاكيد ان هؤلاء لن يتوقفوا عند الارث والعيد والحج الذي اعتبروه وثنية جديدة وطالبوا باستصدار فتوى تحرم تقديم اموال تونس للوهابيين وبالتالي منع الحجيج من اداء مناسكهم ما يعني تعطيل الركن الخامس من الاسلام ! بل سيمضون بعيدا في حربهم على الهوية. مع تصاعد الهجمة ، يقفز السؤال الى الاذهان حول امكانية تدخل رئيس الجمهورية وبعث لجنة للنظر في مسالة عيد الاضحى ومناسك الحج ، وان كان من المستبعد ان ينساق السبسي خلف هذه المطالب بما أن عائداتها الانتخابية هزيلة بل قد تعود عليه وعلى حزبه بالوبال ، رغم ذلك وبعد جراته على الآيات الثابتة الواضحة التي لا يتطرق اليها التأويل ، يمكن للباجي وانطلاقا من شرفة قرطاج وما تعنيه من سطوة ، الانخراط بشكل او بآخر في الحملة ضد عيد الاضحى ومناسك الحج ، خاصة مع سيطرته المطلقة على منجم الفتوى الشنيعة عثمان بطيخ . في الاخير وعلى سنة بعض المذاهب التي يستحب فيها المجاهرة بالتهنئة واخفاء النصيحة أو تمريرها همسا ، نقول وبالله التوفيق " عيد مبارك يا سيادة الرئيس" تلك التهنئة ، اما النصيحة الخافتة ، "يا سيادة الرئيس دعك من بطيخ ودعك من بن تيشة ودعك من قراش ودعك من حاشيتك الرعناء واسال الثقات عن حسن الخاتمة وما ادراك ما حسن الخاتمة ، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته" .