- "وادي مجردة، هذه المنظومة المائية التي تحرك شيارين الاقتصاد بشمال البلاد التونسية والوطن القبلي والساحل، وتونس الكبرى، تعد من أوكد اهتمامات وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ، وما انفكت تولي العناية اللازمة لها لحمايتها من التغيرات المناخية القصوى والحادة"، بهذه العبارات استهل كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري، عبد الله الرابحي، حديثه خلال افتتاحه لأشغال الملتقى العلمي لحوض مجردة، الذي نظمته المدرسة العليا للمهندسين بمجاز الباب في دورته الثانية، تحت شعار" SDMed 2017" يوم الاربعاء 25 اكتوبر الجاري، مثمنا الدور الفاعل الذي تقوم به مؤسسات البحث في مجال دعم القطاع الفلاحي والمحافظة على الموارد الطبيعية وحسن استغلالها من اجل تنمية مستدامة. وتابع عبد الله الرابحي بالقول ان الوزارة ضبطت مشروعا خاصا لجهر وصيانة وادي مجردة بولايات جندوبة–باجة–منوبة – أريانة – بنزرت بكلفة تناهز 24.5 مليون دينار وشرعت في تنفيذه منذ عام 2015 وتنتهي اشغاله موفى العام المقبل. ويهدف المشروع الى التدخل على مستوى النقاط ذات الأولوية والأكثر حساسية لظاهرة الفيضانات بولايات جندوبة – باجة – منوبة – أريانةوبنزرت من خلال أشغال جهر وتنظيف ضفاف وادي مجردة. فضلا عن تيسير وتحسين منسوب تدفق مياه السيلان والتقليص من حدة انعكاسات الفيضانات وتأثيراتها السلبية في النقاط السوداء. وادي مجردة هو حقيقة ثروة مائية لبلادنا حيث توفر النصيب الأوفر من حاجياتها المائية تفوق حوالي مليار متر مكعب، بالإضافة إلى تحويل زهاء 500 مليون متر مكعب من مياه أقصى الشمال عبر المنظومة مجردة التي تضم 10 سدود والقنوات اللازمة للتحويل. يبين كاتب الدولة، ويتابع:" إضافة إلى إستغلال المياه في المجال الفلاحي وحسن توظيف المنظومة المائية فإنه يجب ألا نغفل على التوقي من مخاطر الفيضانات على كامل مجرى الوادي (مدينة جندوبة , مدينة بوسالم , مدينة مجاز الباب , مدينة طبربة , مدينة الجديدة )" . وفيما يتعلق بمراحل تقدم المشروع، أشار كاتب الدولة الى انه تم جهر وتنظيف جزء من وادي مجردة بمعتمدية سيدي ثابت من ولاية أريانة(6كلم) أنجز بنسبة100 % ، فضلا عن جهر وتنظيف جزء من وادي مجردة انطلاقا من المواطيس إلى قريش الوادي بمعتمدية مجاز الباب من ولاية باجة(16كلم) أنجز بنسبة 94 %. "لقد أصبح من الضروري والحتمي البحث على حلول بديلة في المجال الطاقي اعتبارا لما نشهده في السنوات الأخيرة من تذبذب في كميات الأمطار وهو ما يجعلنا نفكر في تطوير حوكمة التصرف فيها وطرق تخزينها وتوزيعها حتى نتمكن من توفير إحتياجاتنا من مياه الشرب والري" . واضاف كاتب الدولة إن مثل هذه الملتقيات والتظاهرات التي تجمع أهل الإختصاص لها من الأهمية للمساعدة في إيجاد الحلول وإتخاذ القرارات اللازمة في إطار رسم السياسات العامة للدولة بناءا على معطيات علمية واقعية نابعة من أهل الإختصاص تأخذ بعين الإعتبار الإحتياجات في الوقت الحاضر وتوفر متطلبات الأجيال القادمة وتواكب التطور البشري . وفي مرحلة ثانية تولّى كاتب الدولة القيام بزيارة ميدانية للمحطات التالية: - المحطة الأولى: الاطلاع على محطة قيس المعطيات الهيدرولوجية لمياه واد مجردة بمنطقة السلوقية، وتتميّز هذه المحطة بتوفير المعطيات الحينيّة لمنسوب المياه لوادي مجردة والإنذار المبكّر عند حدوث الفيضانات. - المحطة الثانية: الاطلاع على إنجاز أشغال تغيير القناة الرئيسيّة لضخّ المياه للمنطقة السقوية العمومية بمجاز الباب التي تندرج في إطار تعمير المنطقة السقوية بمجاز الباب والحدّ من ضياع المياه، وقد بلغ تقدّم الأشغال بنسبة 55% مع الإشارة أنّ كلفة المشروع تقدر بحوالي 1.9 مليون دينار. - المحطة الثالثة: الإطلاع على أشغال جهر وادي مجردة حيث تولّى كاتب الدولة معاينة الأشغال الجارية لجهر وادي مجردة بمنطقة التوتة والتي تندرج في إطار البرنامج الخصوصي لجهر وادي مجردة على طول 16 كلم. - المحطة الرابعة: الإطلاع على أشغال مشروع الماء الصالح للشرب بقصر الشيخ حيث عاين الرابحي تقدّ انجاز مشروع تجديد وتدعيم شبكة الماء الصالح للشرب بقصر الشيخ من معتمدية مجاز الباب حيث بلغت نسبة تقدم الإنجاز ب 25% وسيمكّن هذا المشروع من تزويد حوالي 2000 ساكن و79 مؤسسات عمومية بتكلفة تقدّر بحوالي 1.3 مليون. وأوصى في الختام بضرورة استكمال أشغال جهر وادي مجردة قبل فصل الأمطار والإنطلاق في تفعيل خطّة الاستعداد لذروة استهلاك الماء الصالح لصائفة 2018، وتأطير المجامع واستكمال المحاسبة وتجديد هياكل المجامع. فضلا عن استكمال عمليات صيانة محطات الضخّ قبل انطلاق موسم ذروة الاستهلاك ومواصلة العمل على تحسين الاستعدادات للتوقي من أخطار الفياضانات.
