نصرالدين السويلمي لان الكثير من دهماء الساحة السياسة ومثلهم من امعاء المشهد الفكري واكثر منهم من اذناب مستنقعات الايديولوجيا الآسنة ، لا يحسنون تعريف النضال وابلغ ما وصلوا اليه اعتقادهم بان الرغاء والعربدة احد اهم مكونات النضال وان الوقاحة ومج العبارات الخشنة النابية تحت قبة البرلمان وفي الشوارع على هامش المسيرات هو ذروة سنام المؤازرة واقصى درجات الانسجام مع قضايا الامة ، لانهم كذلك جهلا وعنادا وبهتانا وجب النصح لهم لعل القلوب التي أُشربت حتى شرقت مازالت بعض شرايينها قابلة للتجاوب مع الصواب، ومادمنا لا نملك لهذه الزمرة من حل غير النصح فلا باس من تعليمهم او تلقينهم او لنقل تجريعهم منطق النضال ، وتنبيههم الى ان ما دأبوا عليه يندرج اشنعه ضمن الاجرام وابسطه ضمن التشويش ولا علاقة له بنصرة قضايا الامة من قريب ولا من بعيد، هذا اذا كانت قضايا عامة فما بالك اذا كانت مركزية و ما بالك اذا كانت بيت المقدس، ثم ما بالك إذا كان مدار قداستها وشرفها تلك البقعة التي تهوي اليها افئدة المصلين الذين يعظمون حرمات الله وليسوا اولئك الذين ينتهكونها حين يسبون الله جهارا تحت قبة البرلمانات.. لابد من مصارحة هذه الاشياء التي وعندما تقوم بمداخلة متشنجة عن القدس في احد مقاهي العاصمة يتلبسها الكبر ويفيض منسوب العظمة لديها حتى ترى نفسها في قلب المعركة ومدار رحاها، ترى نفسها اكثر فاعلية من جنودها ووقودها ، ربما يكون هذا الكائن الايديولوجي وحين تملكه ذلك الشعور يمر بحالة تخمة في الاكل او السكر فاعتقد انه تجاوز ابو عمار واحمد ياسين وترك البرغوثي وهنية خلفه وسلم على القسام ثم مر مسرعا الى الريادة والشهادة ! ليعلم هذا الذي يعقر الحركات المجاهدة والاخرى المناضلة والذي يثلب الدول الملتزمة بقضايا الامة ويغمز في كل من تجاوز الرغاء الى الفعل، ليعلم ان من نصروا القدس هم الذين استشهدوا على عتباتها والذين تحركوا بين المحافل الدولية للتصدي الى قرار "أدولف ترامب" والذين عرّضوا مصالح دولهم الى الخطر وبورصاتهم الى الانهيار وحدودهم الى الحصار، ليعلم هذا الغليّم انه يتحول الى قطعة من القبح حين يعتمد على بعض ما اطلقه من رغاء حول فلسطين ليشرع في تشويه من عمّرها حين دمرها الكيان و من بنا فيها المدارس وشيد فيها المستشفيات وعبد فيها الطرقات، ليتعلم هذا وغيره ادب الاولويات ليحاول الوصول الى تلك الصفوف البعيدة بشرف، دون شتمها اذا أبطات به همته واعياه الجبن وشدته الانتهازية الى القاع ثم حبسته عن الشرف ادناه واقصاه، ليعلم هذا الذي مارس الرغي لدمة 5 دقائق ثم عكف على قرورته وشرع في سب خصومه في الساحة السياسية التونسية، ليعلم انه بينه وبين شيرين ابو عاقلة وجيفارا البديري ما بين المشرق والمغرب ، إذْ لا نتحدث عن الذي بينه وبين طلائع المقاومة وجنود الانفاق ورجال الامداد . أيها المتخبط في المستنقع الايديولوجي عليك ان تتعلم ابجديات النضال، وتيقن ان تنشيط المسيرات ورفع الشعارات بأشكال صادقة وبعيدة عن التوظيف الخسيس هو بداية الشرف والاحتكاك بالمعركة من اطرافها، أما إذا اردت ان تتعرف على معنى الشرف في ذروته والنضال في عمقه ، فلست مجبرا على استدعاء نماذج من هناك.. من أرض الرباط ، فقط عليك بزيارة خاطفة الى مدينة صفاقس، وحين تأتيها اسال عن مقابرها ثم اذا دخلتها فتش عن محمد الزواري ، تلك هي كلمة السر التي تحيل على منجد النضال الشريف الطاهر الخالي من التوظيف والمزايدات، اسال جيدا عن تاريخ الرجل، وهل دعته طائراته وابابيله وورشاته وصولاته وجولاته الى ثلب الاشخاص والهيئات والدول ، هل دعته مسيرته المشرقة الى تصنيف الناس واهداء نياشين النضال ، هل دفعته الى عزل هذا وتنصيب ذاك على منصة الشرف، لقد ناضل في صمت وصنع الطائرات في صمت وسيّرها في صمت واجتاح بها اجواء الكيان في صمت ...ثم رحل في صمت.، فكف ايها الغلام عن حمقك، اصمت بمعنى صه. لماذا تعشقون الاستثمار في الدماء و المآسي، لماذا تمارسون السياسة في بيوت العزاء ؟ لماذا تذهبون الى المستشفيات وتبحثون عن قسم العناية المركزة لاستقطاب نزلائها ؟..لقد اطنبتم في الخزي ، لقد مارستم التبذير في العار، لقد فقدتم شبهة الشرف وانه لأشرف منكم ذلك الاعرابي الذي ضُبط متلبسا بسرقة حجاج بيت الله الحرام ، فقيل له ألا تخشى الله وانت تقرن السرقة بالحج ؟ فقال اشهد الله اني ما احرمت بنية الحج وانما احرمت بنية السرقة وحاشا لله ان احرم للحج ثم ابسط يدي الى الحرام.. وانكم لأحرمتم بنية السرقة والزنا وبث الفتنة! لقد ذهبتم الى نصرة القدس بنية ثلب خصومكم.. لقد احرتم بنية سب الجلالة !