انتقدت صحيفة الشرق القطرية الاحد بشدة ادارة "مركز الدوحة لحرية الاعلام" وخصوصا مديره الناشط الفرنسي روبير مينار واتهمته بالانفراد بالراي والاباحية ومعاداة القضايا العربية والاسلامية. وياتي هذا الانتقاد القوي بعد سلسلة من المواقف والبيانات التي اصدرها مينار وانتقد فيها قطر التي تحتضن المركز وترعاه، بما في ذلك مواقف ذات طابع سياسي. وفي اول انتقاد من نوعه منذ انشاءالمركز في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي، كتب رئيس تحرير الصحيفة القطرية جابر الحرمي مقالا تحت عنوان "اباحية مينار" طالب فيه "مجلس ادارة مركز الدوحة لحرية الاعلام ان يعيد النظر بالجهاز الاداري الذي يقوم حاليا بتسيير العمل في هذا المركز". وقال الحرمي في مقال في صدر الصفحة الاولى "من يقرأ تاريخه (مينار) جيدا يعرف انه لا يجيد العمل ضمن فريق عمل منظم وما يشهد على ذلك تاريخه في منظمة مراسلون بلا حدود حيث كان همه الاول والاخير اصدار بيانات من خلال مجموعة تأتمر بأمره". موضوع ذو علاقة La face cachée de Reporters sans frontières - Quand la Doha montre la thune, l'imbécile file au Qatar - النص الكامل لمقال جابر الحرمي إباحية مينار في الاعلام آن الأوان لمجلس ادارة مركز الدوحة لحرية الإعلام ان يعيد النظر بالجهاز الاداري الذي يقوم حاليا بتسيير العمل في هذا المركز ، الذي لا نعرف بالضبط الادوار التي يقوم بها ، اللهم البيانات " الملغمة " التي " يتبجح " بها مديره العام روبير مينار ، مع فريقه الذي جاء به من باريس . مضى على الاعلان عن تأسيس هذا المركز اكثر من عام ، ومضى على بدء العمل به اكثر من 6 اشهر ، وصرفت عليه اموال طائلة ، وكان الامل أن يشكل هذا المركز اضافة حقيقية للساحة المحلية ، إلا ان ذلك لم يحدث ، واكتفى مديره " المتولع " بالإضواء الإعلامية ، بالبيانات " النارية " . روبير مينار من يقرأ تاريخه جيدا يعرف انه لا يجيد العمل ضمن فريق عمل منظم ، وهو ما يشهد على ذلك تاريخه في منظمة " مراسلون بلا حدود " ، حيث كان همه الاول والاخير هو اصدار بيانات من خلال مجموعة تأتمر بأمره ، وهي المجموعة نفسها تقريبا التي جاء بها الى الدوحة ، وزرعها في هذا المركز ، محاولا قدر الامكان ابعاد اي كادر وطني ، بل وحتى عدم الاستعانة بأي كادر من داخل قطر ، والاكتفاء بالفريق التي استقدمه من باريس ! . لقد حاول وما زال إبعاد الأخت الفاضلة الزميلة مريم الخاطر ، نائبة المدير العام للمركز من اي دور بالمركز ، وتهميشها قدر الامكان ، وسعى جاهدا الى " تطفيشها " ، بل ووصل الأمر به إلى إرسال " بيان " كعادته دائما، يعلن فيه انه قام ب " تفنيشها " ، علما انه لم يقم اصلا بتعيينها ، حتى تكون لديه صلاحية " تفنيشها " ، علما بأن الاخت مريم مشهود لها بالكفاءة والخبرة والاجتهاد بالعمل بصورة يضرب بها المثل ، ولا اقول ذلك مجاملة ، بل من يعرفها يعرف جيدا حجم اخلاصها في عملها ، وسعيها الدائم الى التميز . ولم يكتف " مينار " بالعمل على " تطفيش " الكوادر القطرية ، بل ايضا اساء الى دولة قطر في اكثر من مناسبة ، كان آخرها البيان الذي اصدره بشأن قيام الاخوة بدبي بمحاولة ضبط المواقع المخلة بالاداب ، والتي تبث على مواقع الانترنت ، عندما التقى قائد عام شرطة دبي ضاحي خلفان بمسؤولين عن جوجل لحجب المواقع الاباحية في صفحات " يوتيوب " في الامارات ، وهو الامر الذي لم يعجب بالطبع السيد مينار ، ليقوم باصدار بيانه " الناري " منتقدا طلب المسؤولين الاماراتيين الحد من المحتويات الاباحية الطابع ، وتلك التي تسخر من الاديان ، وتعزز الالحاد .. ان الذي يفهم من بيان مينار دعوته الى الاباحية ، وترك الامور على علاتها ، وترك المواقع الاباحية " تسرح وتمرح " دون حجب او منع ، وهو ما يتنافى مع قيم وعادات وتقاليد مجتمعنا وديننا الاسلامي ، بل ان ذلك يتضارب كذلك مع حملة " نحو فضاء اعلامي مسؤول " ، التي اطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، وتعمل على حماية القيم والاخلاق من غزو بعض الفضائيات ذات البرامج الهابطة . ولم يقتصر الأمر كذلك على هذا ، بل تجاوز ذلك الى ما هو ابعد ، فعلى سبيل المثال ما هي علاقة مركز الدوحة لحرية الاعلام بمشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في القمة العربية بالدوحة ؟ ولماذا اصدر السيد مينار بيانه " التاريخي " الذي ينتقد فيه استقبال قطر للرئيس السوداني ؟ ويصف ذلك بأنه " ضربة للعدالة الدولية " ! . لا نعرف اي عدالة يتحدث عنها السيد مينار ، كان الاحرى به ان يطالب قبل انتقاد زيارة البشير بمحاكمة مجرمي الحرب في اسرائيل ، وما تعرض له العراق من تدمير ، والجرائم التي ترتكب في افغانستان ، فمتى حفلات الاعراس لم تنج من الصواريخ ، وما ارتكب في الصومال من جرائم قبل سنوات ... ، إلا إذا كان الإنسان في هذه الدول لا يعني شيئا للسيد مينار ، وما حدث في غزة ليس معنيا به السيد مدير المركز . لماذا لا نجد بيانات " نارية " من السيد مينار تجاه ما يحدث من انتهاكات في الدول الغربية وامريكا ، والتخصص فقط في العالم العربي ؟ . في كل مرة يحاول السيد مينار اختلاق اي شيء للاساءة الى قطر ، والبحث عن اي مبرر للطعن بسمعة قطر وقيادتها ، ويرسل تقاريره " المشبوهة " الى كل مكان مدعيا ان هناك " تضييقا " على تحركاته وتحركات " أتباعه " الذين استقدمهم معه للعمل تحت إمرته ، وان هناك عرقلة لعمله ، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستغراب على هذا التحامل غير المبرر وغير المنطقي ابدا . ما الذي فعله مينار لقطر او للاعلام في قطر ؟ من يتابع تحركاته لا يجد اي خطوة قام بها من اجل قطر او إعلامها ، بل ان كل تحركاته من اجل مصلحته الشخصية ، ومن اجل اعطاء " هالة " اعلامية له شخصيا ، والادعاء انه يدافع عن الحريات الاعلامية ، حتى ولو كان ذلك على حساب قيم واخلاقيات مجتمعنا ، او على حساب ديننا الاسلامي الحنيف . ماذا كان موقف مينار عندما نشرت في الصحافة الغربية وتحديدا في الدنمارك رسومات كاريكاتير تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ لماذا لم نجد " بياناته " النارية ؟ . لم ينتقد تلك الحرية المزعومة ولو كان على حساب التطاول على الاديان والرسل ، بل اعتبر ذلك حرية اعلامية لا ينبغي المساس بها ، وقال مينار في تصريح آنذاك " قد تبدو هذه المبادرة استفزازية ، لكن اساسها مبرر بالكامل ولا تستحق في اي حال من الاحوال الاعتذار من اي كان " . اعلامنا لا يريد من على شاكلة مينار ان يكونوا اوصياء عليه ، فنحن نعرف جيدا مصلحة وطننا ، ونعرف جيدا مصلحة بلدنا ، ونعرف جيدا قيمنا واخلاقياتنا وخصوصية هذا المجتمع النظيف ، الذي نرفض ان تلوثه دعوات مينار ومن على شاكلته . ان الدفاع عن الصحفيين في مشارق الارض ومغاربها وهو امر محمود لا ينبغي ان يكون على حساب دولة قطر ، او الاساءة لها عبر " بيانات " غير صحيحة ، وتحتوي مغالطات كثيرة ، وفيها من الإسفاف والطعن بالقيم والاخلاق الشيء الكثير . ان المطلوب تصحيح مسار مركز الدوحة لحرية الإعلام ، وجعله فعليا مكانا للحوار والنقاش الحر ، القائم على احترام القيم والمبادئ والاخلاق والاديان ، وليس طعنا في كل ما هو عربي واسلامي ، وهو ما تخصص به السيد مينار في كثير من الاحيان .