- تعرّض النائب بمجلس نوّاب الشعب منذر بالحاج علي مساء أمس الاربعاء 21 فيفري 2018 للصنصرة وحذف قرابة ثلاثين دقيقة من مشاركته في الحصّة الأسبوعية "كلام الناس" بقناة الحوار التونسي بسبب ما اعتبره تقديم " معلومات متعلّقة بما تكبّدته ميزانية الدولة من أعباء استفادت منها حركة النهضة". وقال النائب منذر بالحاج علي لوحدة الرصد بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنّه شارك في الحصة المذكورة كضيف سياسي بعد عديد الدعوات الموجّهة له من قبل مقدم الحصة إلياس الغربي، وقد تمّ تصوير الحصة قبل موعد بثّها، وبعد الانتهاء من التصوير في حدود الساعة السابعة ليلا لم يعلمه مقدّم الحصة أو فريق الإعداد بحذف أيّ جزء من مشاركته، لكنّه تفاجأ بحذف قرابة نصف ساعة تمحورت حول استفادة حزب سياسي من ميزانية الدولة". وأَضاف بالحاج للوحدة أنّه حاول الاتّصال عديد المرّات بمقدّم الحصة إلياس الغربي ومحلّلي البرنامج من أجل معرفة أسباب الصنصرة، لكن دون أن يتلقّى إجابة من أيّ طرف. وقد حاولت وحدة الرصد بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الاتّصال بمقدّم الحصّة إلياس الغربي بكلّ الوسائل من أجل معرفة ردّه حول الحادثة لكنها لم تظفر بايّ ردّ. وعبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على إدانتها لعملية الصنصرة التّي تعرّض لها نائب بمجلس النوّاب وتعتبر ما حصل شكلا من الأشكال الفجّة في الإخلال بأخلاقيات المهنة الصحفية وتعديا على حرية الرأي والتعبير المكفولة دستوريا وحجبا للمعلومة خدمة لطرف سياسي. وتحذّر النقابة ، أسابيع قليلة قبل الاستحقاق الانتخابي البلدي، من استعمال وسائل إعلام جماهيرية تعتمد ذبذبات عمومية لتسيير منابر حوارية باتجاه واحد أو لإقصاء خصوم سياسيين في تداخل مفضوح بين الغايات السياسية والتجارية والمهنيّة، وفي مخالفة صريحة للمعايير المهنية التي تقتضي التوازن والنقد العادل. وتعتبر النقابة أنّه لا سبيل لإيقاف مثل هذه الممارسات دون المضي قدما في تنفيذ الخطة الإستراتيجية لهياكل القطاع في مكافحة الفساد في وسائل الإعلام الخاصّة ومنعها من التحول إلى مزارع خاصّة في إفلات تام من كل المعايير المهنية والأخلاقية والتعديلية. وكان عضو مجلس نواب الشعب منذر بالحاج أبرز في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بالفايسبوك أنه قد تم حذف ما لا يقلّ عن نصف ساعة من البرنامج وتتعلق بما تكبّدته تونسماليا كعبء مالي إضافي على الميزانية لصالح حركة النهضة. وفيما يلي نص التدوينة: "صبحت اليوم خائفا على تونس أكثر من أيّ وقت مضى. رجع المقصّ في التلفزة و في ظروف تذكّر بأحلك فترات التي عاشتها بلادنا قبل الثورة كمأساة، على ما يبدو لم يعد ممكنا انتقاد "جلالة" حركة النهضة في الإعلام !!! أصبحت، على ما يبدو، هذه الحركة محصّنة من النقد و تأسيسا عليه معصومة من الخطأ !!! كنت الليلة ضيفا على برنامج "كلام الناس" بقناة الحوار التونسي و يال دهشتي الآن و أنا أشاهد البرنامج !!! حذف ما لا يقلّ عن نصف ساعة من البرنامج و من عجائب الصدف، هذه الفقرة كانت متعلّقة بما تكبّدته بلادنا ماليا كعبء مالي إضافي على الميزانية لصالح حركة النهضة و ما تكبّدته الميزانيّات المتتالية لسنوات متتالية : تصرّف حركة النهضة تجاه الدولة الغنيمة ... أرقام و مراجع قانونية : هذا كلّ ما قلته ببساطة و لكنّه يمثّلُ أوّل تقييم مرقّم لما قبضته النهضة من الدولة التونسية... فلماذا تخاف النهضة الحقيقة و تفقد أعصابها بهذا الشكل لكي تلتجأ للمقصّ و تعتدي بصفة سافرة بهذا الشكل على حرية التعبير... ؟! إن كانوا يتصوّروا أنّهم قادرون على إسكات كلّ صوت حرّ في بلادنا فهم يخطئون و لا يعرفون لا تونس و لا أحرارها... و سنعود لكشف الحقيقة كاملة و ليتحمّل كلّ طرف مسؤوليته... بعد الإسلام السياسي الذي "تطوّر" لكي يصبح "ديمقراطيا"... يبدو و أنّنا دخلنا مرحلة "الديمقراطية النهضوية" و لكن للحديث بقية... سيستحيل إخفاء الحقيقة مهما كان الثمن فالحقّ يعلو و لا يعلى عليه."