- " أسئلة الشعر اليوم"، مبحث تناوله اليوم عدد من الجامعيين والنقاد والشعراء في اطار الدورة الأولى لأيام قرطاج الشعرية التي تنتظم من 22 مارس الى غاية يوم 31 من نفس الشهر تحت شعار // احتفاء بالشعر، احتفاء بالحياة// شكل الفضاء الشعري هاجس عدد من الحضور باعتبار الشعر ذلك الشكل التعبيري الذي يجسد مفهوم البعد الكوني بالاستناد الى خطاب إنساني تتشكل عبره عوالم الشعر الغنائية والبلاغية والايقاعية التي تتجاوز محددات الزمان والمكان نحو العالم الارحب للوجود والعدم والموجود والمنشود. أبو القاسم الشابي عن قريحته تحدث، فقال" شعري نفاثة صدري، ان جاش فيه شعوري" وعن مهجته انشد شاعر الحب نزار قباني فاختزل الشعر في "ذلك الكلام المجنون الذي يختصر كل العقل والفوضى التي تختصر كل النظام" ليجمع الحضور على ان الشعر يظل تلك الحالة التعويضية اللصيقة بالمفهوم الوجودي للإنسان ليتجاوز الأطر ويرفض المفروض ويتمرد على المعتاد ويكسر القيود مادامت الأرض تغني قصائد وفي رحاب هذه العوالم الشعرية الوجودية،تساءل الجامعي خالد الغريبي عن مدى التماهي بين الفضاء الشعري كعنوان للابداع وما تجيش به قرائح الشعراء وبين وقع العصر وما يتسم به الراهن من تحولات وتغيرات قلبت بالجملة حياة المجتمعات في خضم الثورة التقنية وفي عصر الرقمنة ،حيث اصبح العالم قرية أخطبوطية لم تنفك عن التاثير في حياة الانسان اليومية والفكرية والعلمية. بين ظواهر هذا العالم المستجد، تحدث الغريبي عن تغير ماهية الشعر التي وان لم تتخلى عن غنائيتها ورونقها وفرادتها لكنها تلونت بوقع العصر لتكتسب طبيعة السيرورة ومسايرة الحداثة في الخطاب والشكل الخطابي. وفي جانب اخر ، تناول الحضور العالم الشعري لابي القاسم الشابي الدي اختزله البيت الشهير "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر "،هي كلمات حفرت كالنقش على الحجر لتجعل من الشابي ذلك الشاعر العربي المتفرد" "فمن لم يعانقه شوق الحياة، تبخر في جوها واندثر" فعبر المخيال الشعري وجد الشعر في الشابي تلك الضالة المفقودة والمراة العاكسة لصورة شعرية ونفحات شاعرية تغنت بالمفهوم الاسمى للحياة ليترجم الشابي بغنائيته كينونة كل انسان ليحلق في سماء الحب والحرية في ارقى معانيها ، فالادب تواصل او لا يكون ، ليكون شعره جامعا بين الماهية والبعد الوظيفي في مجتمعات اليوم جدير بالدكر ان امسيات الشعر تتواصل بمدينة الثقافة على امتداد ايام قرطاج الشعرية لشعراء من تونس والخارج على غرار ادم فتحي ومنصف مزغني ويوسف رزوقة من تونس وشربل داغر (لبنان) وداودا كايتا (مالي) وحسن طلب (مصر) وجانين الكراز (اسبانيا) وغسان زقطان (فلسطين