أبو مازن عزائي في قادة العرب ومفكريهم يتشبّثون عن اقتناع بحلّ الدولتين و حدود سبع وستين و يسعون للحصول على النصف الشرقي من مدينة السلام. لكنّ ترامب نبيّ الصهاينة الجدد من عرب ويهود يعلنها صراحة ودون تردد ولا خجل أنّ التاريخ السحيق هو الذي دفعه لنقل سفارته الى مدينة السلام القدس المدنسة فالدوافع دينية اذن و عربنا المتصهينين يتحدثون حديث الديمقراطية والعولمة و يناقشون صفقة القرن التي حتما ستأتي على عروشهم قبل أن تجفّ أرض فلسطين من دماء شهدائها. الحضارات تتدافع على مدى الزمن و ذهن العربي بات لا يحمل أصلا ولا فصلا ولا تاريخا ولا اخلاقيات و لا عادات ولا تقاليد بل حتى لغته مرّغها في الوحل الغربي ودنّسها بمفردات معيبة و مرادفات غريبة. لكنّ المتصهين الغاصب المستوطن لأرض فلسطين أحيا لغة قديمة و طوّرها ثم اعتمدها في مناهج تعليمه ليصنع ويطوّر وليروي أسطورة الهيكل و يعيش من جديد مفتريات الاصحاح الأول والثاني. هي اذن اورشليم بمفردات كنعانية آرمية قديمة فرضت في القرن العشرين وصارت عاصمة لكيان غاصب و مقرّا لسفارة أعتى دول العالم جورا وجبروتا. لم تبق المدينة المقدسة مسرى و معراج خير الأنام صلّى الله عليه وسلّم، قدسا الا في أذهاننا وهي محفوظة كلّما حافظنا على أمل العودة و نقلناه الى الناشئة. لقد تمسّكوا بتسمية أور سالم أو أور سليم الكنعانية الأصل والتي تعني مدينة السلام اوسالم وهو اله السلام عند الكنعانيين أجداد العرب و الآراميين و العبرانيين على حدّ السواء ثم تمسّكوا بحلم التحقيق. نحن رضينا بمعاهدات السلام الواهية والتزمنا بها فكانت كامب ديفد و كان وادي عربة. لقد فتحوا مطارات العالم أمام حركة المستوطنين بينما أغلقنا نحن منافذ رفح و دمّرناها تدميرا احتراما للمواثيق الدولية ثم زدنا عليها غيضنا و قسوة قلوبنا و كره بعضنا لبعض. هكذا افتتحوا سفارتهم و سيفتتحون سفارة الحجاز الطاهر عن قريب ما دمنا نحترم قرارات مجلس أمنهم بحذافيره ولا يحترمون البتة أمننا و حقوقنا في السيادة على أراضينا.