نصرالدين السويلمي "الكراسي ما تهمنيش والّي خسر هو الشعب التونسي... ما سمعنيش عام 2011 واختار النهضة وندم.. وما سمعنيش عام 2014 واختار النداء وندم.." في عودته الاخيرة الى الاضواء، اكد احمد نجيب الشابي ان دوره السياسي لم ينتهي بعد ولن ينتهي الا حين تنطفئ انفاسه على حد قوله، كما اشاد الشابي بالانتخابات البلدية رغم انتقاده لتوقيتها كما انتقد تأخيرها، وقال في حوار مع اذاعة شمس ان الشعب التونسي هو من خسر سنة 2011 حين لم يستمع لنصائحه واختار النهضة كما انه خسر مرة اخرى حين اختار النداء سنة 2014، وطالب الشابي مقدم البرنامج عدم التركيز على شخصه لأنه ووفق قوله "تونس ما عندهاش مشكلة اسمها نجيب الشابي تونس عندها مشكلة ازمة حكومية وازمة الاجتماعية وصورة تونس في الخارج"، كما اتهم القيادي التاريخي للحزب الديمقراطي التقدمي الاعلام التونسي بحصاره منذ سنتين واعتبر اسئلة المنشطة وزميلها بمثابة المحاكمة التي يرفضها، وقال انه اشترط الحديث حول تونس ومشاغلها للاستجابة لدعوة الاذاعة، واكد ان ذلك لا يعني الهروب لانه معروف"بشجاعته الفكرية والبدنية" ورغم الحاح فريق سمش اصر الشابي على عدم التعرض لشخصه او الحديث حول تجربته. ونبه الشابي الشارع التونسي الى ان العزوف سيؤدي الى نفس النتائج خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة لأواخر السنة المقبلة، كما نبه التونسيين الا ان استحقاق 2019 هو موعد للتغيير، وقال ان الشعب التونسي سيسأل خلال 2019 "هل ستجدد ثقتك فيمن خيب امالك ام لا" والشعب حر في قول نعم او لا، والاكثر انه سيقول لا، ويطلب البديل ، واضاف "ان الحركة الديمقراطية التي اسستها في شهر نوفمبر جاءت بالضبط لتقديم هذا البديل، ونحن لدينا خطة طريق لتونس، وسنقول لتونس راهو ما ينقصك شيء على الدول الإسكندنافية" ، وشدد الشابي في حواره على حتمية التجديد كخيار للنجاح في ازاحة النهضة والنداء من قيادة المشهد، واكد ان الاحزاب التي ستلتحق بالحركة الديمقراطية مدعوة الى تجديد قياداتها من قطاعي النساء والشباب". وهوّن الشابي من وثيقة قرطاج 2 حين وصفها بال" recette " واكد ان الحل لا يكمن في تلك السلسلة الطويلة التي وردت في الوثيقة وانما في 3 نقاط لا اكثر، وذكر ضمنها كتلة الاجور التي اصبحت بمثابة العائق للميزانية، لكنه قدم معادلة غامضة في ذلك حين اكد على تقليص كتلة الاجور دون خفض الاجور ولا التخلي عن الماجورين! فيما اعتبر الحكومة الحالية غير قادرة على الاستمرار بما انها تعاني من مشاكل مع الجميع، وخير الاعتماد على حكومة جديدة تحدث نوعا من التهدئة السياسية الاجتماعية. وحول التوافق اكد زعيم الحزب الناشئ "الحركة الديمقراطية"، ان الاتفاق بين الشيخين في باريس، يقضي بفتح المجال امام الباجي وعدم الترشح امامه وتسوية عامل السن الذي كان يمنعه من الترشح وايضا تسوية مسالة الاقصاء، وذلك مقابل "حمايتهم وهذا دور كل رئيس، واشراكهم ، دخلهم من الشباك فتبركالله عليهم الان استولوا على اهم المراكز الحكومية، اصبحوا جزءا من السلطة.." واكد الشابي انه "شخصيا ليست لدي انتظارات من النداء ولا من النهضة، وانما نتطلع الى دور -UTICA – UGTT- نقلّهم بالله راكم مؤتمنين على مستقبل هالبلاد، انتوما قوتين اجتماعيتين اساسيتين في استقرار البلاد وتقدمها، ما تقبلوش اي حل،والزوز منضمات عندهم الاقتدار والاستقلالية واذا يقولوا لا ما يمشي شيء". تلك تصريحات نجيب الشابي التي لا تبتعد كثيرا عن طبيعته المالوفة، ولان الرجل من ابرز وجوه السياسة التونسية ولا يمكن تجاوزه الى غيره من طفيليات الساحة، وجب الوقوف عند سلوكه السياسي لنرى اذا ما اقدم على عملية تحديث أم انه يراوح مكانه لا يغادر سنة 2011؟! الثابت من خلال مواقفه ان الشابي يحاول تجديد نفسه من داخل اسلوبه القديم، بل يرفض او فشل في العودة الى شابي ما قبل الثورة، يشعر المتابع من خلال خطاب الاستاذ نجيب انه يرغب في ايجاد نوعا من التغيير ، يبحث عن قفزة تنجيه من قمقم شابي المقاربات الفاشلة، لكن قفزته لا تتجاوز السنتمترات ليجد نفسه يكرر فشله ولا يتخلص منه، الملفت ان لدى الرجل قابلية كبيرة للعب ادوار متقدمة في المرحلة الانتقالية، لانه حتى وان افصح عن مواقف راديكالية لا تبدو شخصيته وتاريخه متجانسا مع ذلك، غير ان الكبر والمغالبة والاصرار على عدم الاعتراف بكارثية التكتيك السياسي الذي انتهجه بعد الثورة، كلها عوامل جعلته يبحث عن تجديد نفسه من خلال قيامه بإعادة انتشار لتجربته الفاشلة وليس نقدها والتخلص منها لغيرها او تحويرها بعمق لضمان انطلاقة جديدة. يحاول الشابي ولا يكل، وتلك ميزة لا تؤشر الى لهفة سلبية، لأنه الاجدر بلعب ادوار متقدمة في ساحة قدم لها الكثير، حين كان العديد من ساسة الفترينة الحالية يتفننون في خدمة حاشية بن علي ناهيك عن بن علي نفسه، لكننا بصدد محاولة لا تبدو غير مستوفية لشروط النجاح، ولا يلوح الرجل قادرا على تخطي شخصيته العنيدة ومن ثم الاعتراف بفشل خياراته السابقة، ولعل تلك الرغبة الجامحة في العودة الى الواجهة الممزوجة بهذا الاصرار على عدم تجديد هندامه السياسي، تشبه كثيرا ذلك العداء المحترف الذي تجاوزته المرحلة ويحاول عبثا تحيين مجده، يذكرني الشابي بالعداء المغربي سعيد عويطة حين كان ينازع لاسترجاع مجده من قدمي نورالدين مرسلي، كما يذكرني بمرسلي حين كان يكرر محاولات عويطة، وينافح عبثا من اجل استرداد الذهب والمنصات والبطولات من هشام الكروج..حينها كنا نتعاطف مع سعيد ونورالدين، لكن المناخات والمعطيات وحركة التاريخ وقاموس اللعبة، كانت تؤكد لنا انها النهاية وانها السنن، ومازلنا لا ندري الى الان ، هل نحيي شرف المحاولة، ام ندين الاصرار على عدم الخروج من الباب الكبير. الحوار الاخير على امواج شمس اف ام يؤشر الى ان السيد نجيب الشابي، بصدد القيام بمحاولاته الاخيرة ،يضغط الرجل على نفسه، يتحامل على فشله ليتحرك الى الواجهة، لكن الصورة تبدو في تنافر مع رغبة السياسي العنيد، ما يدفعنا للقول ،وبكل اسف ومرارة ، وداعا أحمد نجيب الشابي..