طارق عمراني تتسارع الاحداث في تونس بشكل غير مقروء و غير قابل للتوقع فبعد تصريح رئيس الحكومة الذي اعتبر اعلان حرب علی حافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لنداء تونس و جماعته في خطاب السهرة الرمضانية الشهير هاهو يوسف الشاهد يقيل وزير داخليته القوي بعد إنتهاء مهلة ال48 ساعة (للقبض علی وزير الداخلية الاسبق ناجم الغرسلي) التي اصبحت حقيقة بعد ان كانت مجرد تسريب وبعد 48 ساعة ايضا من الحادثة التراجيدية المؤلمة التي عرفتها مياه تونس الإقليمية بقرقنة بغرق قرابة ال100 شخص بعد محاولة هجرة سرية طرحت اكثر من استفهام حول الجاهزية الامنية في الجزيرة الصغيرة اقالة لطفي براهم ليست بالقرار السهل خاصة انه إبن المؤسسة الأمنية و له شبكة علاقات واسعة و يتحكم في جزء هام من وزارة الداخلية ونفوذ في مختلف الأسلاك خاصة لدی الحرس الوطني وهو ما يعيد إلی الاذهان ذلك الصراع المعلن بين رئيس الحكومة و وزير داخليته في شهر مارس الماضي بعد الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها لطفي براهم إلی الرياض في المملكة العربية السعودية و مقابلة الملك سلمان و تغريدات المغرد السعودي "مجتهد" المثيرة حول فحوی الزيارة وهو ما تزامن مع حادثة "محكمة بن عروس" و تغول النقابات الامنية علی الجهاز القضائي الامر الذي دفع بيوسف الشاهد إلی اقالة مدير الامن الوطني توفيق الدبابي مما تسبب في تمرد وزير الداخلية و رفض القرار قبل تدخّل رئيس الحكومة الذي وأد الصراع في مهده و نزع فتيل الازمة *جبهات بالجملة و الرقص علی رؤوس الثعابين نحن اليوم نعمل، واليوم أطلقنا مشروعا لتحلية المياه » بتكنولوجيا حديثة، بكلفة تبلغ 125 مليون دينار، ممّا سيمكِّن من توفير الماء الصالح للشراب لخمسة ملايين مواطن... ونحن نواصل مهمّتنا في خدمة الشعب التونسي »". كان هذا التصريح ليوسف الشاهد في شهر مارس خلال زيارته لمدينة سوسة لإطلاق مشروع تحلية مياه في اطار رده علی سؤال صحفي طلب منه التعليق علی تصريح نور الدين الطبوبي الذي اعتبر حكومة الشاهد حكومة تصريف اعمال تصريح يؤكد مضي رئيس الحكومة الشاب في حربه السياسية مع المنظمة الشغلية و هو خيار صعب لأي سياسي في تونس حيث أن المنطق يعني الانتحار السياسي لكن يبدو ان يوسف الشاهد قد نجا من هذه المغامرة حتی الآن بعد الانسداد في النقاش الحاصل بين القوی السياسية حول الفصل 64 في مشاورات وثيقة قرطاج حيث رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الاطاحة بحكومة برمتها بداعي المحافظة علی الاستقرار السياسي. تقاطع المصالح السياسية جعل المنظمة الشغيلة تقترب من الادارة التنفيذية لنداء تونس للضغط علی رئاسة الجمهورية لرفع يدها عن يوسف الشاهد و الضغط علی حركة النهضة تحت مسمی التوافق في ذلك . اعفاء الشاهد لوزير الداخلية لطفي براهم في هذا الظرف السياسي المأزوم هي جبهة حرب جديدة تضاف إلی باقي الجبهات المفتوحة علی البحيرة و بطحاء محمد علي و مافيات التهريب و هو ما يؤكد ان رئيس الحكومة يتنقل بحذر فوق حقل الغام و لعله اراد كذلك ان يرقص فوق رؤوس الثعابين والخطأ هنا سيكلفه رأسه سياسيا فإما الفناء أو البقاء مع ضرورة الاشارة بأن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي و حسب كل المؤشرات يدعم رئيس حكومته خاصة بعد استقباله له بعد عودته من باريس اضافة إلی اللقاء الذي جمع الشاهد بالسبسي يوم امس وصباح اليوم والذي كان للنقاش حول تحوير وزاري بدأت معالمه بالإتضاح بإقالة وزير الداخلية ظهر اليوم ...