- لم يهدأ لجمهور الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي ليلة أمس الثلاثاء بال ولم تنقطع هتافاته وأهازيجه مردّدا أغاني فنان الراب الفرنسي من أصول جزائرية "لالجيرينو" الذي أدخل الجمهور المقبل على عرضه بأعداد غفيرة من فئة الشباب والمراهقين في حالة هستيريا من الرقص والصخب. "لالجرينو" في أول صعود له على ركح مهرجان قرطاج الدولي العريق لم يخف انبهاره بالعدد الكبير للجمهور الحاضر للقائه بكل حماسة ولهفة وبدا ذلك جليا منذ بداية الحفل مع آدائه لأغنيته الجديدة "va bene ma bella" التي تابعها على شبكة اليوتيوب أكثر من 150 مليون مشاهد منذ إطلاقها في شهر مارس المنقضي. وعلى نسق إيقاعات الراب وبالاعتماد على مؤثرات ضوئية خاصة بلون فن الراب وأخرى صوتية أمنها "الدي دجي" المرافق للفنان في مختلف حفلاته، قدم لالجرينو أغنيته الشهيرة "Les Menottes" التي برز من خلالها اسمه على الساحة العالمية لفن الراب، وأدى كذلك أغنية "si tu savais ya yemma " ليراوح فيما بعد بين رصيده القديم ورصيده الجديد فغنى "Le Sens de la vie" و"Wesh Dani" وPrince de la ville" و "Diggi Style". واختار لالجرينو تقديم أغانيه بتقنية صوتية تغلب عليها المؤثرات الإلكترونية حيث بدت شبيهة لتقنية "البلاي باك"، لكنّ ذلك لم ينعكس على الجو العام للعرض، حيث تزايدت هتافات الجمهور وتعالت في أرجاء المسرح كلّما طلب منهم المغني مزيدا من الحماس والتفاعل مع الأغاني خاصة عندما يخاطب جمهوره عدة مرات بسؤال "العائلة بخير؟" الذي يبدو أن لالجيرينو يستخدمه كمقياس لمعرفة مدى حماسة الجمهور ولتجديد طلبه بمزيد التفاعل معه. الحركية المتواصلة للفنان على الركح ومخاطبته المتكررة للجمهور الذي كان من بينه عدد هام من الأشقاء الجزائريين، أبقت على استمرار نسق الأجواء الاحتفالية الصاخبة التي أسعدت لالجرينو بعد الدعم والتجاوب منقطع النظير الذي لاقاه من قبل جمهوره. وكرّم "لالجيرينو" خلال الحفل ابن موطنه ملك الراي الراحل الشاب حسني، فأدى له مقطعا من أغنيته "ما تبكيش قولي هذا مكتوبي"، كما قدم مجموعة من أغاني ألبومه الجديد " international" الذي أصدره في شهر جوان المنقضي وجمع فيه بين الهيب هوب والراب والريغي ليحظى بمتابعة لافتة على شبكة اليوتيوب . سمير جغلال الذي اختار اسمه الفني "لالجرينو" أراده نسبة لأصوله المنحدرة من ولاية خنشلة في الشرق الشمالي للجزائر والشهيرة بتراثها الشاوي العريق ولعل هذا ما دفع لالجرينو الى إدخال اللون الشاوي في عدد من أغانيه. و"لالجيرينو" هو من مواليد سنة 1981 بمرسيليا وقد دخل عالم الراب في سن مبكرة وانطلق في مسيرته الفنية منذ سنة 2004، وبدأ اسمه الفني في البروز سنة 2010 ليسطع نجمه على الساحة العالمية مع أغنية "les menottes" (2017). لالجيرينو: أبهرني جمهور قرطاج بحضوره الغفير وبتفاعله المتميز "لم أقدم من قبل عرضا أمام هذا العدد الهائل من الجماهير وجمهور مهرجان قرطاج الدولي أبهرني بحضوره الغفير وبتفاعله المتميز مع عرضي"، هذا ما أكده فنان الراب الفرنسي من أصل جزائري "لالجيرينو" في ندوة صحفية عقدت مباشرة بعد حفله يوم 7 أوت 2018 بكواليس المسرح الروماني بقرطاج. وبين "لالجرينو" بالمناسبة أنه لأول مرة يغني أمام جمهور مبهر ومثير معربا عن سعادته بالإقبال الكبير على حفله في أول مشاركة له في مهرجان قرطاج الدولي. وردا على الأسئلة الموجهة له من قبل الصحفيين، والتي تضمنت نقدا لطريقة غنائه بتقنية "البلاي باك" وكذلك المدة الزمنية لعرضه التي لم تتجاوز الساعة ونصف وهو ما لا يتماشى وفق تقديرهم مع مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج الدولي، نفى مغني الراب اعتماد "البلاي باك"، موضحا أن التقنية التي اعتمدها في الغناء غلبت عليها المؤثرات الإلكترونية التي وظفها حسب متطلبات اللون الغنائي الذي يؤديه. وفي خصوص المدة الزمنية لعرضه أوضح أنه قدم ما يروق للجمهور على امتداد فترة زمنية محترمة استمتع فيها الجمهور وأبدى تفاعلا وطاقة حماسية كبرى. وفي خصوص اختياراته الغنائية، بين "لالجيرينو" أنه ينتقي ألوانا موسيقية حسب مقاييس انتظارات جمهوره لأن صناعة الموسيقى بالنسبة له تتطلب دراسة لجمالية الكلمات المعبرة وتوزيعها على إيقاعات متماشية مع موجة العصر الراهن وكذلك مع المنهج الفني الذي اختاره، ملاحظا أنه يعمل على إنتاج موسيقى الراب والهيب هوب بطابع فني يحمل بصمته وتصوره ويوفر له أكثر فرصا لترويجه على الساحة العالمية لفن الراب ولكسب إعجاب واسع من الجمهور. ورغم الانتقادات التي وجهها له الصحفيون الحاضرون في هذا اللقاء الإعلامي بخصوص احتلال مخاطبته المباشرة للجمهور لحيز زمني طويل في مدة عرضه، إلا أن لالجرينو لم يبد انزعاجا بل أكد أنه فنان منفتح على جميع الآراء والانتقادات، مشيرا إلى أنه يفضل التفاعل مع جمهوره بطريقة مخاطبته وأنه لا يرى مانعا في أن يتبادل مع جمهوره عبارات والتفاعل معه، معتبرا أن لكل فنان طريقته في التأثير على الجمهور والتأثر به.