- طارق عمراني - في افتتاحيتها التي صدرت بموقعها الالكتروني تحت عنوان La Tunisie, lueur d'espoir dans le monde arabe اشادت صحيفة لوموند الفرنسية بمبادرة رئيس الجمهورية التي تضمنها خطابه يوم 13 اوت بمناسبة عيد المرأة التونسية و التي تقضي بطرح مشروع قانون علی البرلمان يفرض المساواة بين الجنسين في الميراث و هو ما اعتبرته اليومية الفرنسية ثورة مجتمعية رائدة في العالم العربي و مثالا يحتذی به لباقي الدول العربية و هو امر متوقع بإعتبار ان تونس كانت دائما قاطرة اقليمية لا سيما انها كانت مصدر الربيع العربي في سنة 2011. ثم استدركت الصحيفة الفرنسية بالاشارة إلی أنه بالرغم من اهمية المبادرة التي طرحها الباجي قايد السبسي و التي وجب تثمينها فإنه وجب الانتباه وعدم الوقوع في السذاجة لأن هذه البادرة يمكن ان تكون تكتيكا من الرئيس التسعيني المعروف بتاريخه مع النظام القديم و انخراطه حاليا في انجراف اسري مقلق بغاية توريث نجله قيادة الحزب الذي اسسه سنة 2012 ومن الواضح ان السبسي يريد استغلال القضية العادلة للمرأة التونسية بذكاء كما فعل الدكتاتور السابق بن علي. و اضاف المقال ان السذاجة الاخری هي الاعتقاد ان مثل هذه المبادرة كافية لتتحقق علی ارض الواقع لاسيما ان غالبية الشعب التونسي من المحافظين وبالتالي فإن تونس بحاجة إلی حوار مجتمعي موسّع في هذا السياق و هنا فإن المفتاح لدی حركة النهضة ذات المرجعية الاسلامية و صاحبة اكبر كتلة برلمانية و بالتالي فإنها مطالبة بتحمل مسؤوليتها التاريخية بعد ان تبرأت من علاقتها بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين و طرحت علی العالم الخارجي نموذجا جديدا للإسلام الديمقراطي غير ان بعض قياداتها انخرطت مؤخرا في الحملة المضادة لتقرير لجنة الحريات ،وإذا ارادت حركة ان تقتلع تأشيرة الحداثة و المدنية عليها ان تسعی لتكريس المساواة بين الجنسين و دعم مبادرة رئاسة الجمهورية في المساواة في الميراث.