طارق عمراني التجمع فكرة و الافكار لا تموت حتی و لو كانت رديئة واهم من يعتقد ان التجمع يحتضر او سيتنهي بإزالة الآلات عن جسد النداء المتهالك اكلينيكيا المؤكد ان البديل جاهز و ينتظر فقط مراسم التعميد و البحث عن تسمية جديدة غير مستهلكة و تكون عصرية تتواءم و خصوصيات المرحلة فالدولة العميقة بأذرعها المختلفة قد تأكدت ان منتوج "النداء " قد تجاوزته الاحداث و لم يعد تنافسيا وهذا ما تأكد في واقعة "مقعد المانيا " حيث عجز الحزب الحاكم عن الفوز به امام مترشح مستقل و اعزل لا يملك من ادوات النجاح الا صفحة افتراضية علی موقع الفايسبوك ...خسارة مقعد المانيا كانت نكسة و كيف لا و قد تمكن النداء من اقتلاعه بإكتساح في انتخابات 2014 التشريعية امام حركة النهضة المعروفة بإمتدادها في المهجر. حسب اغلب الملاحظين كانت واقعة المانيا بداية لنهاية النداء وهو ما تأكد عبر نتائج بلديات 6 ماي 2018 حيث حل الحزب الحاكم ثالثا بعد المستقلين و حركة النهضة ب20% اي بخسارة نصف النسبة التي تحصل عليها في تشريعيات 2014 لتتواصل النكسات بخسارة رئاسة امهات البلديات من تونسالمدينة الی القيروان فصفاقس و غيرها من مراكز الثقل السياسي دون الحديث عن حواضر الجنوب الشرقي التي تعتبر معاقلا تاريخية لحركة النهضة . النداء و بشكله الحالي و بإدارته التنفيذية غير قادر علی التدارك و الاستعداد للاستحقاق الانتخابي 2019 و هو ما اجمع عليه اغلب الملاحظين وهو مايفسر الاستقالات المتتالية سواء من الهيكلة الحزبية و قياداتها او من الكتلة النيابية حيث اصبح خبر استقالة نائب من الكتلة النيابية لنداء تونس اشبه بخبر اعتيادي لإنقلاب شاحنة في الطريق السيارة او اضراب بأحد المؤسسات او المصانع هذه التراجيديا تشهد ذروتها مع حوار منتظر للسيد الباجي قايد السبسي علی قناة الحوار التونسي يوم الاثنين وسط توقعات بتوجه ساكن قرطاج لتفعيل للفصل 99 من الدستور و هي مغامرة قد تنهي الحلم "الندائي " اذا ما اعتبرنا ان حكومة الشاهد قادرة بكل اريحية علی نيل التزكية البرلمانية . في المقابل فإن الكتلة النيابية الداعمة لرئيس الحكومة اصبحت وجهة حتمية للقافزين من السفينة الندائية الغارقة كما انها اصبحت قبلة للطيف السياسي الباحث عن قوة برلمانية و حزبية لمنافسة حركة النهضة و هو ما يتجلی في انصهار نواب الوطني الحر في هذه الجبهة البرلمانية و نواب حزب افاق تونس ...ومن المنتظر ان يصل نواب هذه الكتلة الی عتبة ال50 نائبا في قادم الايام التوجه اصبح واضحا ...انتهی دور رئيس الجمهورية في سنة "البطة العرجاء " ( مصطلح سياسي امريكي يطلق علی السنة الاخيرة في عهدة رئيس الجمهورية ) و انتهی دور الابن البيولوجي حافظ قايد السبسي وزمرته و حان وقت تعصير التجمع لعلامته التجارية ...انتهی النداء ...و لم ينته التجمع ليبقی السؤال المطروح ...ماهي التسمية الجديدة للعلامة التجارية التجمعية التنافسية في انتخابات 2019 ؟