نصرالدين السويلمي كل رؤساء تونس خرجوا من الباب الصغير! كانت تلك عبارة الصحفية المثيرة للجدل مريم بلقاضي، عبارة تهدف من ورائها الى ضرب مجموعة طيور بحجر واحد، لا يهم ان كانت بومة او غراب او نورس او لقلق، المهم انها ارادت استدراج السبسي وتحميسه واغرائه بلحن القول كي ينتشي بلحظة التزكية المريمية ويعلن عن قرار تاريخي ترقبته، يتمثل في الاجهاز السياسي على ابنه، وايضا لا يهم لصالح من؟ اكان الشاهد ام مرزوق ام غيره ممن ترتضيهم "الآنسة" مريم، في نفس الوقت وبنفس الحجر ارادت مريم النيل من المنصف المرزوقي، وبما ان الامر لا يمكن تمريره عبر التريليا والجمبري والبرانيس والقشاشيب والصحراء والجنوب وتركيا وقطر على راي "قوى الانسلاخ" ، فقد استوجب الاستعانة او التضحية ببورقيبة وبن علي من اجل تمرير المبتغى، قالت مريم ان جميع رؤساء تونس خرجوا من الباب الصغير بما فيهم المرزوقي، والمصيبة انها اتت الى لحظة دستورية قانونية موثقة، وحاولت نقضها، حاولت العبث بمعلومة مسلمة قال بها القريب والبعيد، الخصم والصديق، قال بها العرب والعجم، قال بها الكيان الصهيوني وكيان قطاع الطرق وكيان السابع، ارادت العبث بمعلومة لا يرتقي اليها الشك ولا يجادل فيها الا المجنون الذي فقد العقل وفقد معه جميع الحواس. قلنا بانهم على استعداد الى طمس أي جملة او فاصل جميل في هذا الوطن، على استعداد لشطب الدستور وتسليم رقبة الثورة لغلمان البؤرة الخليجية، على استعداد لتشويه 23 اكتوبر واعتبار سبعطاش و اربعطاش بمثابة الكارثة والوطنية، فقط لان رياحها لم تجري بما تشتهي القوى الحمراء الهائجة، مازالت نارهم تتلظى، ومازالوا غير قادرين على استيعاب الصدمة، مازالت الكوابيس تهاجمهم بالنهار قبل الليل، في قيلولتهم، في رواحهم وغدوهم، في ثمنتهم وصحوتهم، مازالت حواسهم خارج التغطية، وارشيفهم الذهني يرفض التعامل مع حقائق من قبيل ان الشعب التونسي وفي اول فرصة اختيار حرة قام بتزكية النهضة واستقدم سجناء الراي والمهجرين الى السلطة، وان اول انتخابات بلدية فازت بها حركة "ماوراء البلاكات"وان اول دستور تونسي انتخب الشعب لجانه ، وقّعه دولة الرئيس المرزوقي ودولة الرئيس العريض ودولة الرئيس بن جعفر، مازالت عذراء التونسية غير قادرة على تصديق الخبر، غير قادرة على استيعاب المرزوقي كأول رئيس تونسي انتخبته مؤسسات الشعب، واول رئيس تونسي غادر السلطة بشكل طوعي، سلم العهدة ثم اختفى في الزحام...صدقي ايتها العذراء وقولي لهم بان يصدقوا ، ثم قولي لهم بانكم ستمارسون الحكم من أي منصات الدولة، اليوم او الغد، لان الحكم ليس حكرا على المناضلين الذي يحتكرون فقط مغالبة الدكتاتوريات، لكن لن يهبكم الشعب شرف الاسبقية، شرف التأسيس، هي مناسبات تأتي لمرة في العمر، وقد جاءت لغيركم، وتلك هي تونس حين تقرر ممارسة الانصاف ، حين تبالغ في احراج النمط.