نصرالدين السويلمي اكد محسن مرزوق ان تحولات كبيرة يشهدها القطب السياسي الجديد، وان يوسف الشاهد في موقع متقدم داخل هذا القطب وأشار الى حتمية البناء حول الحقائق الجديدة، ومن ثم البناء حول يوسف الشاهد على حد قوله، بما يعني انها القطيعة النهائية مع الباجي قائد السبسي كزعيم لمنظومة 2014 ، وميلاد الزعيم الجديد بتزكية قوية من مرزوق، ووفق تصريحات زعيم المشروع يمكن القول اننا بصدد شخصية ستواصل قيادة الحكومة حتى تاريخ الاستحقاقات القادمة، وفي الاثناء يتم اعدادها لتتزعم منظومة 2019، هذا ما اكده مرزوق والعديد من القيادات الاخرى التي التحقت بكتلة التحالف الوطني المحسوبة على رئيس الحكومة، وعليه يكون محسن مرزوق قد تخلى عن السبسي كشخصية جامعة ثم تخلى على شخصه كبديل للسبسي، وقبل بالانضواء تحت لحاف الشاهد بعد ان تبين انه فرس الرهان لقوى مالية وسياسية نافذة، ثم بعد ان تضخمت كتلته البرلمانية بشكل متسارع، وشهدت كتلة الحرة"المشروع" احد اخطر انهياراتها منذ تأسيسها، حيث انحدرت الى مستوى 14 نائبا، بينما تدحرجت كتة النداء الى 43 نائبا فيما قفزت الكتلة الجديدة "الإتلاف الوطني" الى مستوى 47 نائبا. هذا الرضوخ من شخصية حالمة مجنحة لم يأتي نتيجة مراجعات، بل نتيجة صدمات، لعبت نتائج الانتخابات البلدية الدوار الكبيرة في كبح جماح مرزوق والتخفيف من منسوب طموحاته الشاردة، ثم جاء انهيار كتلته وتغول كتلة الشاهد ليعلن الاستسلام ويتخلى بذلك عن حلم وراثة السبسي على راس منظومة 2014، وتلك معطيات دفعت بصاحب المشروع الى المسارعة في احتلال المركز الثاني بعد الشاهد في واجهة جديدة بدت ملامحها ولم تُستكمل شروطها، املا في الفوز برئاسة الحكومة إذا صعد الشاهد الى رئاسة الدولة، أو الاكتفاء بحقيبة سيادية، بعد ان بات يدرك ان اسهمه في السوق لا يمكنها ان تحمله الى أبعد من ذلك. لم يكتفي مرزوق بعزل السبسي الاب وتقديم الزعامة للشاهد، بل طالب رسميا بعزل حافظ وابعاده عن نداء تونس، ورغم ان مرزوق كان يؤكد قبل ايام قليلة انه ياخذ نفس المسافة بين الشاهد وحافظ، إلا انها لم تمضي بضع ايام حتى نصب الأول وطالب بعزل الثاني، اكد ذلك جليا حين قال"ثم ناس من العركة الي سارت في 2015 حسب راي يلزمهم يغادروا مثلا كيف حافظ".