- مثل موضوع "الازمة الاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة" محور ندوة اقتصادية انتظمت اليوم الأربعاء بالمركب الشبابي 17 ديسمبر بسيدي بوزيد على هامش الاحتفالات بالذكرى الثامنة لاندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية حضرها ممثلو عدد من ممثلي الجمعيات والمجتمع المدني بالجهة. وقد اعتبر الأستاذ الجامعي في الاقتصاد، رضا الشنكدالي، ان الحصيلة الاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة لم تكن في مستوى التطلعات والشعارات التي رفعها الشباب خلال الأيام الأولى لاندلاعها، مبينا أنه تم تحويل وجهة الثورة من مطالب خاصة بالتشغيل والكرامة والعدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات، الى منطق اخر، والى ستحقاقات لا علاقة لها بهذه المطالب، وهو ما انجر عنه عجز الموازنة وتراجع المقدرة الشرائية للمواطن. واعتبر أن السياسات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة بعد الثورة قد فشلت، داعيا إلى التخلي عنها او تحويرها لأنها لا تفيد الا السياسات الخاصة للدول الخارجية التي لا تبحث الا عن الحفاظ عن مصالحها الخاصة، وفق قوله. وبدوره أشار جمال الدين العويديدي الخبير في الاقتصاد ان المؤشرات الاقتصادية بعد 8 سنوات من الثورة كانت جد سلبية بدليل تفاقم العجز الميزان التجاري وارتفاع الدين الخارجي على المستوى الوطني وانخفاض المقدرة الشرائية بعد الارتفاع المتواصل للأسعار. وارجع ذلك الى ضعف التحكم في التخطيط الوطني، وكثرة الضغوطات الخارجية لفرض سياسات بعينها لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي في تونس، على غرار السعي الى خصخصة العديد من المؤسسات الامر الذي كان سببا في التدمير الممنهج للاقتصاد التونسي. واكد الديبلوماسي السابق احمد بن مصطفى، من جانبه، أن "الأطراف الخارجية كانت طرفا أساسيا ومؤثرا في رسم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس بعد الثورة بهدف الحفاظ على نفس التوجهات التي كانت قبل الثورة والمبنية على سياسة التبادل الحر التي تخدم المصالح الخارجية فقط"، بحسب رأيه. وفي تدخلاتهم، بين عدد من الحضور ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي بعد الثورة اتسم بعجز الدولة على السيطرة على مواردها ليتفاقم العجز التجاري ويرتفع الدين الخارجي الذي كانت اثاره السلبية واضحة على المواطن حيث لم يعد قادرا على مجاراة ارتفاع الأسعار، إضافة إلى فقدان المواد الغذائية الأساسية من الأسواق. كما أكد عدد منهم أن الدولة أصبحت "عاجزة، سواء عن قصد او غير قصد، عن اتخاذ قرارات جريئة لإصلاح الاقتصاد والرجوع بالوضع الى المستوى الذي كان على الأقل قبل الثورة"، وفق تقديرهم.