- انتقد الكاتب والمؤرخ والباحث هشام جعيط اليوم الاربعاء 24 أفريل 2019 بشدة الكاتبة هالة الوردي معتبرا ان كتابها الاخير الذي يحمل عنوان "الخلفاء الملعونين" من صنف التاريخ المزور والتحايل الفظ مشددا على ان "الكاتبة تُقدم الكتاب على انه تاريخ يعتمد على قراءة للمصادر والمراجع المعمقة وهو في الواقع رواية تاريخية خيالية ذات منحى ايديولوجي". وكتب جعيط في ختام تعليقه على الكتاب" اسف ان انزل من مقامي الى مثل هذا السجال لاني لم اقم طوال حياة مديدة بالدخول في جو الخصومات والسجالات ولا احبذها لاني ارى انها تتنزل في سجل سخافاتنا وهي كثيرة لكن هذه الفترة التي نعيشها طفحت بالفساد والتموية والسرقة ومن وراء ذلك بالغباوة وهو ما يؤلمني في اخر أيامي هذه". وأبرز المؤرخ في تعليقه على كتاب الوردي نشر في صحيفة الصباح بعددها الصادر الاربعاء 24 أفريل ان ما "اتت به المؤلفة تحت قناع الرواية هو في الواقع مهاجمة وتحقير لفترة ما من التاريخ اعطتها شكل الرواية واعطت من وراء ذلك للرواية شكل التاريخ المدقق والموثق فهوز تزوير على تزوير على الادب وعلى التاريخ في ان". وتابع " كون المؤلفة تدعي انها تنتسب الى المركز الفرنسي للأبحاث في خلية دراسة الديانات التوحيدية فهذا أمر فظيع لكونها تقوم بتحايل على علم التاريخ لا يليق أبدا بهذا المركز المرموق. وكتابة رواية تاريخية وهو صنف من الادب الروائي لما جادلها احد في ذلك أما كونها تتستر بستار التاريخ العلمي والمغلوط في كثير من الاحيان لتطلق العنان لخيالها فهذا غير مقبول بتاتا". وكانت أستاذة الأداب والحضارة الفرنسية بجامعة تونس هالة الوردي أصدرت كتابها ''الخلفاء الملعونون'' بدار النشر ألبين ميشال. ويأتي هذا الكتاب بعد كتابها السابق الذي أثار جدلا '' الأيام الأخيرة لمحمد'' وقد ذهبت هالة وردي في البحث في المصادر الكلاسيكية لإعادة كتابة هذه القصة مما يعني أن هذا الكتاب يكسر المخيال الإسلامي الذي يتصور حقبة الخلفاء كزمن مثالي. ويتحدث الكتاب عن التصدعات والخيانة والدسائس والفساد والتهديدات بالقتل بين صحابة الرسول للإنقضاض على السلطة. ويمثل الكتاب شخصيات بارزة في الإسلام : أبو بكر الأكثر قربا من الرسول وعمر المتهور والعنيف وعلي قريبه وفاطمة إبنته العزيزة صاحبة القدر المأسوي. يذكر أن الكاتبة والباحثة التونسية هالة وردي كانت قد نشرت في 2016 بألبين ميشال للنشر كتابها ''الأيام الأخيرة لمحمد'' الذي أثار جدلا واسعا وصنع الحدث.