وات - اختتمت اليوم الندوة الأدبية الدّولية "قابس سبعون سنة من السّرد"، التي نظمتها من 12 الى 14 جويلية 2019 جمعية مهرجان قابس الدولي على هامش الدورة 36 لهذه التظاهرة (14 جويلية - 8 اوت 2019). وتضمنت هذه الندوة التي شارك فيها ثلة من النقاد من تونس والمغرب والجزائر، أربع جلسات علمية تطرقت الى مسائل فكرية عديدة من بينها "الكتابة القصصية في تونس: المراحل والأعلام" و"العروسي المطوي ساردا" و"شعرية الطفولة في قصص (زمن المواسم اليومية)" لأحمد ممو، و"تشكلات الأنا في أقاصيص سفيان بن عون" و"سطوة المكان في الأعمال الروائية لنصر بالحاج طيب". وتناولت مداخلات الندوة، ايضا، التخييل التاريخي وسؤال الهوية في رواية "الرحلة الهنتاتية"، لعبد القادر اللطيفي، والتخييل والذاكرة في "حكاية الرّجل الآخر"، لمالك حمودة، وقضايا الواقع العربي بين تصدع السّرد وتشظّي الشّخصية في رواية "المستلبس"، لنورالدين العلوي. وخصصت الجلسة العلمية الرابعة في هذه الندوة الدولية للفقيد محمد الباردي، حيث تم التطرق الى عدّة مسائل على غرار بقايا صور الذّات والمكان وأسئلة الهوية والتاريخ في السيرة الروائية لمحمد الباردي من خلال عمليه الأدبيين "حنّة " و"تقرير الى عزيز". وأثنى العديد من النقاد المشاركين في هذه الندوة الدولية، على الاختيار الموفق لجمعية مهرجان قابس الدولي، لموضوع هذه التظاهرة الثقافية وثراء التجربة السردية بجهة قابس مؤكدين حاجة مثل هذه الندوات للمزيد من الدعم والاهتمام الإعلامي. وأوضح الكاتب والإعلامي، سمير بن علي، في تصريح لمراسل "وات " بالجهة، أنّ هذه التظاهرة كرّست من جديد البعد الفكري لمهرجان قابس الدولي وهو توجه لم تنجح فيه حسب تأكيده العديد من المهرجانات الكبرى ومن بينها مهرجان قرطاج الدولي. وبين أنه من الأهمية بمكان ان تحتفي الجهة بمبدعيها وتفتخر بهم. وقال بن علي إن هذه الندوة وفّرت مادة نقديّة جادّة لقراءة الأدب التونسي النابع من قابس في تجربة سردية تعد ثرية، كما أتاحت الفرصة للمبدعين لمناقشة أعمالهم مع نقاد بارزين من تونس والجزائر والمغرب. وابرز أهمية تعميم تجربة جهة قابس على بقية الولايات لأن في ذلك فائدة للثقافة التونسية مشددا على ضرورة انخراط وزارات التربية والتعليم العالي والشؤون الثقافية في هذا المشروع الثقافي.
