وات - ما إن أعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عن فوز شريط "نورا تحلم" لهند بوجمعة بالتانيت الذهبي، وتتويج بطلته هند صبري بجائزة أفضل أداء نسائي، حتى غمرت الفرحة كامل الفريق وصفق الحاضرون طويلا لنجاح السينما التونسية، وهنؤوا فريق الفيلم. تسلمت هند بوجمعة جائزتها على ركح مسرح الأوبرا من قبل وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، ثم ألقت كلمة عبرت من خلالها عن عميق سعادتها لهذا التتويج، متوجهة بالشكر إلى كل من آمن بمشروعها السينمائي المتوج من ممثلين ومنتجين. وكان لهند بوجمعة وفريق الفيلم لقاء مع الإعلاميين بقاعة صوفي القلي، مباشرة بعد حفل اختتام أيام قرطاج السينمائية 2019 (دورة نجيب عياد)، مساء السبت. وأكدت أن "نورا تحلم" يثير أهم القضايا المسكوت عنها في المجتمع وهو العنف المسلط على المرأة بأنواعه اللفظي والمادي والرمزي. وقالت المخرجة إن فكرة إثارة هذا الموضوع في الفيلم جاءت بعد لقاءات عديدة جمعتها بالمواطنين، مضيفة أنها اختارت في عملية الإخراج أن تكون وفية قدر الإمكان للواقع المجتمعي، لذلك نقلت هذه الظاهرة الاجتماعية كما هي. ودافعت بوجمعة عما تضمنه الفيلم من "عبارات بذيئة"، قائلة إن تلك الألفاظ يسمعها الناس في كل مكان في الشارع التونسي. وتساءلت: "لماذا نلام نحن السينمائيون إذا وظفناها في الفيلم؟" وذكرت بوجمعة في هذا اللقاء الإعلامي، أن الفيلم سيكون متاحا في قاعات السينما التونسية بداية من 17 نوفمبر 2019 فيما سيعرض في القاعات الفرنسية بداية من يوم 13 نوفمبر 2019 ثم في بلجيكا انطلاقا من يوم 22 نوفمبر 2019. وتوجهت بطلة الفيلم هند صبري بالتحية إلى فريق عمل الفيلم، وإلى الراحل نجيب عياد ومفيدة التلاتلي والنوري بوزيد. واستحضرت بالمناسبة ذكرى تتويحها بأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "صمت القصور" لمفيدة التلاتلي سنة 1994، مشيرة إلى أنه رغم مرور ربع قرن على أولى جوائزها وعملها في السينما، إلا أنّ السينما التونسية في قضايا المرأة تظل رهينة قوانين تدفعها إلى الأمام وتحفزها على التألق والتميز. وتدور أحداث فيلم "نورا تحلم" الذي يدوم 90 دقيقة حول قصة أمّ لثلاثة أطفال تعمل في محل لتنظيف الملابس والأقمشة بينما يقضي زوجها "جمال" مدة عقوبته في السجن. تقابل "الأسعد"، الذي يصبح حب حياتها، فتتغير نظرتها للحياة بشكل كامل. وأثناء فترة انتظارها استكمال إجراءات الحصول على الطلاق وقبل أيام قليلة من الموافقة على الطلب، يطلق سراح زوجها، مما يزيد الأحداث تعقيدا عندما يقرر الحبيبان الهروب بعيدا. وحصد هذا الفيلم مؤخرا جائزة أفضل فيلم في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة. وتحصّل بطل الفيلم الممثل لطفي العبدلي على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة في المهرجان نفسه. وسبق ل "نورا تحلم" أن تحصّل في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر التي أقيمت موفى شهر سبتمبر الماضي، على جائزة أفضل ممثلة وقد آلت إلى بطلته هند صبري. وتعد هند بوجمعة ثالث امرأة تتوج بالجائزة الكبرى منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية سنة 1966، إذ كانت المخرجة مفيدة التلاتلي أول امرأة تتحصل على التانيت الذهبي عن فيلمها "صمت القصور" وذلك سنة 1994. أما المخرجة الثانية التي نالت شرف الحصول على التانيت الذهبي للأيام، فكانت كوثر بن هنية من خلال فيلمها الوثائقي "زينب تكره الثلج" سنة 2016.
