وات - يلتئم مهرجان بوهلال للسياحة والتراث في دورته التاسعة الذي تحتضنه قرية بوهلال في معتمدية دقاش من ولاية توزر من 15 الى 17 ديسمبر الجاري بعروض فنية وتنشيطية تسعى إلى التسويق للمنتوج الثقافي والسياحي لهذه المنطقة التي كانت تسمى سدادة الجريد وفق ما كشفته هيئة المهرجان اليوم في ندوة صحفية. وانطلاقا من المخزون الثقافي والسياحي لقرية بوهلال ودورها التاريخي عسكريا وثقافيا ودينيا في نشر المذهب السني من خلال ابنها وعلامتها سيدي بوهلال، تعمل الهيئة على تنويع الفقرات وإتاحة الفرصة للزوار للتعرف على بعض مكوناتها في هذا المجال. وتنطلق فقرات المهرجان بعرض غرام الحضرة لرياض اليونسي في سهرة 15 ديسمبر . وتتوالى بعده مجموعة من العروض الفنية لفرق محلية من ولاية توزر على غرار فرقة الفنان الشعبي محمود العرفاوي وفرق صوفية من المنطقة ومن توزر ونفطة علاوة على عرض لفرق ضيفة من ليبيا ومصر والهند واليابان ، حيث دأبت هذه التظاهرة على دعوة فرق أجنبية. كما يتيح المهرجان كذلك الفرصة لأبناء المنطقة لاكتشاف مواهبهم من خلال فقرة تعنى بعرض المواهب الشبابية في الغناء والمسرح والرقص تم إدراجها بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات التربوية. وينظم المهرجان فقرة هامة في شط الجريد من خلال عروض موسيقية وإطلاق فوانيس ضوئية في الفضاء تهدف وفق حبيب الزاوي مدير المهرجان إلى التعريف بشط الجريد كوجهة سياحية ثقافية خصوصا بعد ترشيحها مؤخرا على لائحة التراث العالمي لليونسكو، مضيفا أن الفقرة الختامية التي ينتجها المهرجان وهي عرض ملحمي بعنوان الصّلاّح يأتي تتمة لعرض ملحمة "قلعة سدادة" الذي عرض في اختتام الدورة السابقة. وبحسب المصدر ذاته، فإن العرض الملحمي يروي جانبا من تاريخ قرية سدادة بعدما تم تدميرها من قبل السلطان عثمان داي، ودور رجال العلم والدين في إعادة بناء القرية واحياء مدارسها القرآنية ونشر العلم وأبرزهم الولي الصالح عبد الله بوهلال المعروف محليا باسم سيدي بوهلال الذي عرف كناشر للعلم ولاسيما نشر المذهب السني الى جانب سيدي بوعلي السني بنفطة وهو ليس وليا صالحا فحسب بل عاش خلال القرن 16 ميلادي وكان له مريدون وأتباع في عدة مناطق أخرى من تونس. وأشار مدير المهرجان أنه إلى جانب دور العرض الفرجوي الملحمي في النبش في ذاكرة المنطقة والبحث في مخزونها التراثي من موروث شفوي وموروث مكتوب عن تاريخ المنطقة والتعريف بشخصياتها فإن هيئة المهرجان تعمل كذلك على التعريف بقرية بوهلال كوجهة سياحية تتوفر على مكونات عديدة. ويأمل أبناء المنطقة حسب قوله في تثمين هذا المخزون خصوصا وأنها شهدت تصوير مشاهد من أفلام عالمية على غرار حرب النجوم والمريض الانقليزي وتتوفر على مسلك جبلي وعلى آثار رومانية وأخرى إسلامية مازالت مجهولة حتى الآن موضحا أن ادراج بلدية دقاش ضمن البلديات السياحية قد يساعد هذه المنطقة الموجودة في مدخل الجريد على جهة شط الجريد في التعريف بخصوصياتها وميزاتها. ص م